المحمل والآية المذهبة ، وقماش المحمل ، ونجا أناس قلائل كانوا قد دخلوا المشهد ، وحاصروا السادة في حطيم المشهد ، فأرسلوا يتضرعون إليه فطلب منهم القناديل والسيوف.
وكانت خزانة الحضرة منذ سبعمائة سنة تجمع فيها جميع سيوف الصحابة والسلاطين فكلما مات سلطان أو خليفة بالعراق يحمل سيفه إليها ، فأرسلوا إليه مائة وخمسين سيفا واثني عشر قنديلا ستة منها ذهبا ، وستة فضة ، فأرسلوا من بغداد عسكرا لمحاربته يقدمهم دوه بيك ، وانضم إليه بسطام حاكم الحلة بأجواد عسكر بغداد.
فلما وصلوا إليه كانوا بالنسبة لعسكره قليلين .. فالتقى الجمعان وهاجمهم فلم ينج منهم سوى دوه بيك ، فإنه لما أحاطوا به قبض على الفرس فقام بعض رجاله ، وضرب بالسيف أرجل فرسه يريد أن يعرقبه فلم يقطع السيف ، وفر الفرس من حر الضرب هاربا ، فلما كسر العسكر وقتلهم توجه إلى الحلة ، فانكسر أهل الحلة وتوجه بسطام شحنة الحلة وجميع أهل الحلة إلى بغداد ، فمن كان قدر على الحصول على مركب ركب والباقون مضوا رجالة وبينهم أطفال ونساء وقد هلك منهم خلق كثير من جراء التزاحم على العبور من شط الحلة ، ومنهم من مات في الطريق من التعب والجوع والعطش ، فقد خرجوا بغير زاد ، ولكن الفصل (الموسم) كان باردا فلم يضر بالكل ... وبتاريخ خامس الشهر دخل السلطان علي الحلة ونقل أموالها وأموال المشهدين إلى البصرة ، وأحرق الحلة وخربها ، وقتل من بقي فيها من الناس ، ومكث فيها ١٨ يوما ، ورحل يوم الأحد ٢٣ ذي القعدة إلى المشهد الغروي والحايري ففتحوا له الأبواب ودخل فأخذ ما تبقى من القناديل والسيوف ورونق المشاهد جميعها من الطوس والأعتاب الفضية والستور والزوالي وغير ذلك ، ودخل بالفرس إلى داخل الضريح ، وأمر بكسر الصندوق وإحراقه فكسر وأحرق ، ونقل أهل المشهدين من السادات وغيرهم ببيوتهم.