متصلة وأرضا عامرة فاتفق في أيام كسرى أبرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة ، وزاد الفرات أيضا بخلاف العادة فعجز عن سدها فتبطح الماء في تلك الديار والعمارات والمزارع فطرد أهلها عنها فلما نقص الماء وأراد العمارة أدركته المنية وولي بعده ابنه شيرويه فلم تطل مدته ثم ولي نساء لم تكن فيهن كفاية ثم جاء الإسلام فاشتغلوا بالحروب والجلاء ولم يكن للمسلمين دراية بعمارة الأرضين فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرت الدولة الإسلامية قرارها استفحل أمر البطائح وانفسدت مواضع البثوق وتغلب الماء على النواحي ودخلها العمال بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل الماء إليها فبنوا فيها قرى وسكنها قوم وزرعوها الأرز ... وتغلب عليها في أوائل أيام بني بويه أقوام من أهلها وتحصنوا بالمياه والسفن وخرجت تلك الأرض عن طاعة السلطان وصارت تلك المياه لهم كالمعاقل الحصينة إلى أن انقضت دولة الديلم ثم دولة السلجوقية. فلما استبد بنو العباس بملكهم ورجع الحق إلى نصابه رجعت البطائح إلى أحسن النظام وجباها عمالهم كما كانت في قديم الأيام قال المؤلف (المجلسي) : وعلى هذا قد ظهر لنا أن متوطني تلك الديار كان بعضهم من أيام الديلم والبعض الآخر من قبيلة بني أسد فاختاروا التوطن في تلك البطائح وكلتا الطائفتين من الشيعة الإمامية ومن المخلصين للسادة العلوية. وفي العصر التاسع للهجرة كان السيد محمد ابن السيد فلاح الموسوي الواسطي من تلامذة الشيخ الأجل أحمد بن فهد الحلي الإمامي ... قد ذهب إلى تلك الأنحاء وأقام مع هذه الأقوام وهؤلاء لما كانت عقائدهم صافية ورأوا أنه على الحق اتخذوه حاكما عليهم وصارت تدعى تلك الجماعة بأتباع المشعشع رباهم كما أراد ولمدة قصيرة تمكن من أن يتسلطن عليهم فاستولى على جميع ولاية خوزستان ، والجزائر وأكثر عرب العراق فتصرف بها وحكمها. ومن ثم انتشر مذهب الإمامية في بلاد خوزستان وتشعشع أمر التشيع في تلك