محاصرة بغداد :
بعد وفاة الأمير جهان شاه سار حسن بيك الطويل إلى بغداد وحاصرها في ٢٠ رجب سنة ٨٧٢ ه وكان پير محمد (١) الطواشي حاكما فيها من قبل جهان شاه فلم يطعه وحاصره وكان أخو الطواشي عنده فجيء به إلى قرب السور وقالوا له سلم بغداد وإلا قتلنا أخاك فلم يفعل فقتلوا أخاه وبينما هو مشغول في التضييق والحصار على بغداد إذ وردت إليه الأخبار أن زوجة جهان شاه حينما علمت بوفاة زوجها تحصنت في قلعة النجق (النجا) وكان فيها جملة خزائن مالية فأرسلت من ذلك خزانة مال لحسن بك المذكور وأرسلت إليه قصادا تستحثه على المجيء لتسلمه الخزائن ولتنجو من شر حسن علي ميرزا فوقعت الخزانة والقصاد الذين كانوا قاصدين حسن بك بيد حسن علي فقتل القصاد وأخذ الخزانة ثم جاء إليها إلى قلعة النجق وحاصرها فلم يقدر عليها. لأنها في غاية الحصانة.
فأرسل إلى حراس القلعة والموكلين بها وقال لهم : لأجل امرأة واحدة تصدون عني وقد أخذت الدنيا بأسرها. فعند ذلك قبضوا عليها وسلموها إليه وسلموا الخزائن والقلعة فأخذ الخزانة إلى تبريز وصلب الزوجة بثديها. وبعد ثلاثة أيام ماتت. فأنزلوها ودفنوها ...
فلما سمع حسن بك الطويل بهذه الواقعة وأنه أرسلت إليه تدعوه قبل أن ينالها ما نالها تقول له : إن حسن علي قد أحاط بجميع مملكة جهان شاه وقد جمع عسكرا عظيما وأنت مشغول ببغداد! إلى متى! المصلحة تقضي أن ترحل عن بغداد وتفكر فيما هو الأهم!
فعند ذلك ترك بغداد يوم الجمعة ١٥ رمضان سنة ٨٧٢ ه ورحل
__________________
(١) ورد پير محمد الپاوت في ديار بكرية وفي أحسن التواريخ وفي جامع الدول وفي بعض النسخ محمد اليادت ، والپادت ، والمشهور الأول.