وذلك أنه في أثناء ذهاب حسن بك إلى أنحاء تبريز سار السلطان أبو سعيد من خراسان ووصل إلى السلطانية فذهب إليه حسن علي ميرزا فأكرمه وأجله ولما قتل أبو سعيد في قرا باغ مال حسن علي ميرزا إلى العراق (عراق العجم) وجمع إليه قبائل التركمان والأحشام وتحارب في همذان مع مقدمة الجيش ، وكان أميره أغورلي محمد بن حسن بيك الطويل فجرى ما مر الكلام عليه ...
فكانت مدة حكم حسن علي سنة واحدة.
ترجمة السلطان حسن علي بن جهان شاه :
مضت قصة وفاته وتاريخ سلطنته ومما نقله الغياثي عن حالته الشخصية أنه كان في غاية الحماقة ومن جملة ذلك أنه أمر بقص أذناب الخيل الكبار وأعرافها حتى أنه لم يكن أحد من عسكره يستجرىء أن يركب فرسا بغير قص ، ومنها أنه أمر النساء أن لا تلبس السراويل ، وأنه من كان مقرون الحاجبين ألزمه أن يحلق ما بينهما من الشعر ليصيرا مفترقين ... وقد مرت وقيعته بزوجة أبيه أم الأمير پير بوداق فلم يقف عند قتلها بل نراه حينما دخل تبريز أمر بالقبض على أقاربها وإخوانها وسائر أهليها فعاقبهم وعذبهم ثم صلبهم ... وتحارب مع حسن بك الطويل ... فقتل نفسه بيده ... وزاد صاحب منتخب التواريخ أنه من جراء السجن قد حصل تخليط في دماغه وخلل فلم يكن له تدبير صائب (١) ... وكذا جاء في لب التواريخ. وجاء في جامع الدول :
«كان لما طرده أبوه من مملكته التجأ إلى حسن بيك ، وبقي عنده مكرما أياما ثم قصد الرجوع إلى أبيه فسار وندم فعاد من الطريق إلى حسن بيك فأكرمه ، ثم ظهر عند حسن بيك فسقه وإلحاده ، فأراد قتله
__________________
(١) ص ١٨٤ منتخب التواريخ.