بقي على هذا العمل مدة شهرين. وكان كورخيل ومقصود بك بن حسن بك بالموصل فتوجها إلى كركوك ودقوقا وآلتون كپري وحطوا هناك.
وأرسلوا قاصدا إلى شاه منصور يقول له :
ما تقول؟ جئناك!
قال : إن البلد بلد حسن بك تعالوا استلموه ، توجهوا!
فلما وصلوا إلى قرب دوخلة خرج شاه منصور من البلد فالتقى بهم فوصلوا وقت العصر إلى برية بين دوخلة والجديدة فحط بعسكره وحط خليل بك بعسكره فقال شاه منصور قد طبخنا طعاما كلوا منه وغدا باكرا توجهوا.
وفي تلك الليلة عاب عليه جميع عسكره ونواكره وانضموا إلى خليل فلم يبق سواه في الخيمة. فلما انتبه من نومه لم ير عنده أحدا ولا ركابدارا فاستولوا على خيله ومعداته وجميع ما كان معه فلم يبق له شيء وأخذوا الفرس التي تحته. وحينئذ اعطوه كديشا (أكديشا) لا يتحرك من موضعه فأركبوه وجاؤوا به إلى بغداد فخاف أهل بغداد ولكن لم ينهبوا أحدا ولا أهاجوا امرأ.
وتوجه شاه منصور إلى داره. وكان قد أخلى لهم دار السلطنة ، وبقي مقدار سبعة أيام أو ثمانية يروح ويجيء إلى الديوان فاشتكى عليه النساء اللاتي قتل أزواجهن فقال خليل احضروا القضاة لننظر القضية طبق الأحكام الشرعية فكان حكم القضاة أن النفس بالنفس فحكموا عليه بالقتل فقتلوه وقتلوا أخاه بيرام بيك وطرحوه في الميدان فأكله الكلاب ودفنوا عظامه بمقبرة مجاورة قنبر علي وذلك يوم الاثنين ١٤ جمادى الآخرة سنة ٨٧٤ وقتلوا في ذلك اليوم ذا النون الدرويش وكان رجلا كريما. قيل إنه كان في تكية بكردستان يذيع بأن حسن بيك مات وقتل