توفي خليل آغا الملقب ب (كور خليل) في ليلة الجمعة ٦ جمادى الآخرة من هذه السنة فأرسل السلطان حسن الطويل مكانه خليل بيك (وكان أخا قور خمس) وهما أولاد محمد بيك ابن قرا عثمان (١) وجعل خليل بيك هذا أتابكا للأمير مقصود بيك ويقال له (دانا خليل) فكان مدبرا لأموره ...
إدارة بغداد أيام هؤلاء الأمراء غامضة لقلة التدوينات عن الحوادث المتعلقة بالعراق وتحول الاهتمام الكبير إلى مراكز الوقائع الجسام وما خلفته من أثر وكل ما علمناه أن السلطان حسن بيك كان قد رأى أن أوغرلي محمد ابنه قد هرب من بغداد ومضى إلى الروم فغضب على ولده مقصود بيك وعلى أتابكه دانا خليل فهرب هذا والتجأ إلى المشعشع وجعل حسن بيك ولده مقصود بيك لدى ولده الآخر السلطان خليل صاحب فارس فبقي عنده ... ولكن السلطان حسن كان قد استمال دانا
__________________
ومن هذه ما جاء فيها ذكر «علي ولي الله والحسن والحسين سبطان (كذا) رسول الله صلى الله عليه وسلّم». وضربت في بغداد وجاء تاريخها غير واضح. ومحل الاشتباه في (الآحاد). وأما العشرات والمئات فهي (٨٧٠). ولا شك أن الاضطراب في بغداد أدى إلى إظهار المسالمة للمشعشعين. وجاءت الحوادث سنة ٨٧١ ه إلى سنة ٨٧٥ ه وما بعدها في تايخ العراق ج ٣ من مؤيدات ذلك. رأيت نقدين من فضة تتعلق بهذه الأيام. وفي المتحفة البريطانية في كتاب نقودها عدها من نقود المغول ، وفي كتاب (مسكوكات قديمة إسلامية فتالوغى) في ص ٤٦٩ وص ٤٧٠ لم يستطع المؤلف أن يعين أمرها ، فزال التردد. أوضحت عنها مفصلا في (تاريخ النقود).
وحصلت على وثيقة مؤرخة سنة ٨٨٩ ه جاء فيها بيان عن (نقد غريب) وهو (تنكه) نقد فضي استعمل في الفلوجة من أنحاء بغداد التابعة اليوم للواء الدليم. وفي هذه ما يؤكد أن هذا النقد شاع بلفظه (تنكه) دام تداول اسمه من عهد المغول إلى هذا الحين أو إلى ظهور الدولة العثمانية و (تنكچه) مصغر هذا اللفظ الذي ورد جمعه بلفظ (دناكش) الوارد في المجلد الأول ، فعرفنا الصلة التاريخية بهذا النقد ، وأنها لم تنقطع إلى هذا التاريخ.
(١) الغياثي ص ٣٦٦.