نعبركم جميعا ولكنهم ابطأوا فلما طالبوهم احتجوا بقلة السفن فتعهدوا بتأدية مائة تنكجه (١) عن كل واحد ليعبر. وبعد ذلك جاؤوا بسفينة واحدة وأدخلوا عشرة عشرة وعشرين عشرين ... فحين كانوا يخرجون من السفينة يسلبونهم ويشدون وثاقهم حتى أتوا على آخرهم ثم أرسلوهم إلى حلب وأعلموا بصورة الحال ...
وحينئذ أرسل نائب حلب واسمه قانصوه اليحياوي فأخذوهم إلى حلب وجاؤوا بهم إلى المغارات وذبحوهم بها كالأغنام ولما سمع حسن بيك بهذا الخبر توجه إليهم وعبر الفرات يريد حلب فانكسرت بلاد الشام جميعها وتوجهوا إلى مصر. ومن لم يتوجه أرسل ماله وأهليه فوصل حسن بيك إلى قرب موضع يقال له (الباب) ثم رجع. ولو سار لأخذ حلب فرجع إلى البيرة فنزل عليها وحاصرها من الجانبين فاستولى عليها وأخربها وصعد بعض أهلها القلعة وبعضهم مضوا إلى حلب.
ثم إنه مل المقام هناك وترك خليل بيك عليها ورحل عنها وبعد مدة رحل خليل بيك أيضا (٢).
وفي بدائع الزهور أنه في سنة ٨٧٧ ه تحارب الجيش المصري مع حسن الطويل ، فانتصر عليه وأن حسنا أرسل يكاتب الافرنج ليعينوه على قتال عسكر مصر. وهذا أول ابتداء عكسه لكونه أرسل يستعين بالافرنج على قتال المسلمين (٣) ...
__________________
(١) استعملت مفردة كما في الغياثي وأما في الحوادث الجامعة فقد ذكرت بلفظ الجمع المكسر دناكش وهي من النقود المتداولة آنئذ من أيام المغول وأيام هذه الحكومة راجع تاريخ العراق (المجلد الأول).
(٢) الغياثي ومنتخب التواريخ والقرماني ومشاهير إسلام إلا أن الغياثي قد غلط في التاريخ.
(٣) بدائع الزهور ج ٢ ص ١٤٤.