بما وقع فخرج إليهم الشريف محمد بن بركات ولاقاهم. من بطن مرو قبل أن يدخلوا مكة ، وقبض على رستم أمير ركب المحمل العراقي ، وقبض على القاضي ، وجماعة من أعيانهم ، وأودعهم في الحديد ليبعث بهم إلى السلطان واطلق بقية من كان في ركبهم من الحجاج.
ولما وصل الحجاج إلى مصر وصحبتهم ابن أمير مكة ، وأحضروا رستم أمير الحاج العراقي والقاضي الذي بعث به حسن الطويل ، وصحبتهما كسوة للكعبة ... رسم السلطان بسجن رستم والقاضي في البرج الذي بالقلعة فسجنا. إلا أنه في ربيع الآخر أمر بإطلاقهما وخلع عليهما ، وبعث بهما إلى بلاد حسن الطويل (١) ...
وهذه الأوضاع يوضحها ما سبق من الوقائع ... وحسن بيك كان مسالما للمصريين.
الحروب مع الكرج :
سار السلطان حسن الطويل إلى الكرج عدة مرات فلم يتمكن من اكتساحها والقضاء عليها جميعها ذلك ما دعاه أن يهتم لأمرها والعزم على ضبطها ... وفي هذه السنة (٨٧٧ ه) سار بنفسه إلى تفليس فافتتحها ... ومن هناك توغل في المملكة فحاصر ملكها (بكزات) ... وهذا حاول إرضاء حسن بيك بتقديمه هدايا فلم ينجح ولم يقدر أن يصد حركة السلطان الأكيدة وقضائه المبرم ... فحدثت معركة طاحنة لم يدخر فيها أمير الكرج ما في وسعه إلا أنه خذل وفر هاربا وترك ما في يده من بلاد إلى السلطان فكان لهذه المعركة وقع كبير في النفوس فقد بلغ الأسرى ثلاثين ألفا كما أن خزائن بكزات ، وأمواله صارت غنائم ، استولى عليها حسن بيك ...
__________________
(١) بدائع الزهور : ابن إياس ج ٣ ص ٨٤ و ٨٦ و ٨٧.