والحق أن هذه الواقعة سببت توقيف نموه عند حده وكاد يطمع فيه أعداؤه فيستعيدوا مكانتهم ... فكانت قاصمة الظهر فلم ينالوا نجاحا مهما بعد أن أذعنت لهم أمم كثيرة وأرهبوا مصر وكذا أرعبوا العثمانيين وخافوا أن يصيبهم ما أصابهم أيام تيمور لنك فاتخذ السلطان العثماني وسائل لتقوية نشاط الجيش فأكرمه ووعده بإنعامات أخرى ... ونذر أن يعتق عبيده وإماءه ...
وعلى كل حال كان هذا الانتصار العثماني فاتحة عهد جديد ونمو عظيم ... وإن كانوا لم يعقبوا الأثر ولم يقضوا على عدوهم ولكن الانتصار كان كبيرا جدا ...
حروبه مع الكرج :
إن انتصار الترك العثمانيين في الواقعة السالفة مما اطمع أعداء الطويل وهم الكرج من استعادة مكانتهم فعصوا عليه إلا أنه كان قد احتفظ بمقدار كبير من جيشه ورجع رجعته المنتظمة ... فلما رأى هؤلاء قد قاموا في وجهه ساق عليهم جيوشه ونكل بالثائرين منهم والناهضين عليه فقتل فيهم تقتيلا مرا وأعاد النظام إلى نصابه كما كان ثم رجع إلى عاصمته ... كذا في مشاهير إسلام (١).
وقال في منتخب التواريخ : «إن السلطان حسن ذهب إلى بلاد الكرج في أوائل سنة ٨٨١ ه وأخذ معه السادات والمشائخ وأرباب الأقلام فافتتح بلادا كثيرة من كرجستان وغنم غنائم وافرة فأنعم على المذكورين من هذه الغنائم بإنعامات كبيرة ... جرت هذه الواقعة بعد حروبه مع العثمانيين. وكذا في لب التواريخ. وأيد تاريخ الوقعة ما جاء في (تاريخ عالم آراي أميني) من أنه غزا الكرج في هذه السنة وهي سنة
__________________
(١) ص ٢٢٠.