ترجمة السلطان حسن الطويل :
كاد يبلغ هذا السلطان ما بلغه أكابر الفاتحين في اكتساح الممالك. وله مزايا يفوق بها غيره وهي رأفته بالأهلين ، وعفوه عند المقدرة واعتداله فيما يحرص الآخرون في الانتقام من أجله. وأعماله المعقولة مراعاة الحكمة من جهة والسطوة من أخرى ...
نعته مؤرخون كثيرون بخير الأوصاف ونسبوا إليه أحسن الأفعال قال في حبيب السير هو أبو النصر حسن بيك توفي سنة ٨٨٢ ه وكان من وزرائه شمس الدين محمد بن سيدي أحمد وبرهان الدين عبد الحميد الكرماني ومجد الدين إسماعيل الشيرازي. فقاموا بتقرير العدل ـ كما رغب السلطان ـ خير قيام. وكان في أيامه من أهل التأليف المولى أبو بكر الطهراني كتب تاريخا في وقائع أيامه وفي أحواله إلا أنه لم يعثر عليه (١).
وفي منتخب التواريخ :
كان ملكا عالما وقاهرا صاحب شوكة. محبا لرعاياه وعدله ورأفته قد بلغا النهاية. وأما هيبته وسياسته فإنهما ما لا كلام فيهما ولا يزال (قانونه) مرعيا لحد الآن في استيفاء المال والحقوق وكان يتوصل في مهماته وأحكامه إلى نهج العدل والحق. وإن الشرع قد نال في أيامه رواجا عظيما. واكتسب عظماء الإسلام المكانة اللائقة والتوقير التام. وكان يجالس العلماء والفضلاء ويتباحثون بمحضره في التفسير والحديث والفقه. ولم يقصر في توفير السادة والمشائخ وما يترتب من تكريمهم ويعطي الجوائز والمنح. وقد عمل المساجد والمدارس والرباطات ...
وفي أوائل دولته انتصر في حادثين مهمين على ملكين شهيرين
__________________
(١) راجع هذا الكتاب في وصف ديار بكرية.