ومن مراجعة نصوص كثيرة علمنا أنه حدث نزاع بين الأخوين السلطان خليل ويعقوب واستحكم العداء بينهما فأدى إلى حرب طاحنة واشتبك القتال بين الفريقين في حدود (خوي) و (مرن) فأسفرت النتيجة عن انتصار يعقوب فقتل أخوه السلطان خليل بضربة من أحد أفراد الجيش.
وأصل النزاع أن السلطان خليل لم يسلك سلوكا مرضيا فنفرت منه القلوب إلا أن ذلك لم يؤيد بوقائع مادية تحققه. فعصى مراد بيك في العراق وتحارب معه وحينئذ وبناء على تلك النفرة استدعي يعقوب بيك لأمر السلطنة فعزم على الذهاب إلى تبريز وجاء إلى حدود سلماس فقابله السلطان خليل فبدت الهزيمة في عساكر ديار بكر وفي ذلك الحين سقط السلطان من ظهر جواده في المعركة فوافاه جندي من جنود يعقوب بيك فقتله وقطع رأسه (١).
وعلى كل حال لم تعرف مجاري الحزبية بصورة واضحة لتبين الحالة بجلاء وإنما عرفت بعد ذلك وتعينت أوضاع الأمراء وسائر أحوالهم ...
سلطنة يعقوب بيك
سلطنته :
هو أبو المظفر السلطان يعقوب جلس بعد قتلة أخيه على سرير الملك في جمادى الأولى لسنة ٨٨٣ ه في دار السلطنة تبريز وأنعم بما كان قد أجرى عليه أبوه من الإنعامات وقرر المناصب التي فوض بها إلى رجاله ... وأودع مهام الأمور الشرعية والمشيخة إلى القاضي مسيح الدين
__________________
(١) كلشن خلفا ونخبة التواريخ وغيرهما ...