ومجاوريهم عادوا بينهم تلتهمهم نيران الفتنة وتأكلهم فصاروا حطب جهنم الغوائل .. وذلك أنه لما توفي السلطان يعقوب اتفق الأمير صوفي خليل وأمراء موصللو وپرناك على إصعاد الأمير بايسنقر (١) بن يعقوب وكان صغيرا ، ومال قسم من القوم إلى تولية علي بيك بن خليل بن حسن الطويل وكان أمير الديوان السلطاني فنهض في وجههم خليل الصوفي فقتله ومن معه في الليلة التي توفي فيها يعقوب بيك وصار يناضل عن بايسنقر (٢). وجماعة من القوم رأوا الكفاءة :
١ ـ في مسيح بيك أخي يعقوب بن حسن الطويل وأعني بهم أمراء البايندرية فاختاروه للسلطنة فاشتد الخلاف بين الفريقين فلم يروا بدا من الالتجاء إلى سل السيف والاحتكام إلى قضائه فكانت النتيجة ان قضي على الأمير مسيح وظهرت علامات الاستقلال لبايسنقر فأعلن سلطنته بأبهة وإجلال (٣) وقتل في المعركة أكثر البايندرية .. وحينئذ سار الأمير بايسنقر إلى تبريز فجلس على سرير الحكم وهو لم يبلغ العشر سنوات من العمر فاستولى خليل الصوفي على إدارة الملك والمالية فعلا سعده. وصار صاحب الأمر والنهي وعزم أن يحقق ما كان أضمره لسائر الأمراء ممن كان في خدمة السلطان الراحل فبادر في القتل ، وصار يلتمس الوسائل للوقيعة بهؤلاء الواحد بعد الآخر .. ومن هؤلاء القاضي عيسى (٤) فقد أودى بحياته. أما الشيخ نجم الدين مسعود فقد تمكن من إنقاذ حياته خلال هذه الأحوال (٥).
__________________
(١) ورد في القرماني باي سنقر وكذلك جاء عن جهانشاه ومنهم من يكتب هذه الألفاظ ككلمة واحدة ولكل وجهة.
(٢) لب التواريخ.
(٣) كلشن خلفا وحبيب السير.
(٤) مضت ترجمته.
(٥) حبيب السير.