٢ ـ أما محمود بيك بن أوغورلو محمد ابن الأمير حسن الطويل فقد انهزم يوم قتلة عمه مسيح بيك من المعركة وذهب إلى شاه علي پرناك وكان آنئذ حاكم العراق فالتحق به وادعى الاستقلال هناك فبايعه شاه علي ومن تحت إمرته فاستولى على أكثر بلاد العراقين وجمع ما لديه وسار إلى دركزين. فلما وصل خبره إلى تبريز قام في وجهه بايسنقر بتدبير من خليل الصوفي فتوجه إليه بجموعه فالتقى الفريقان في رباط أتابك من حدود دركزين فكانت الغلبة للسلطان بايسنقر بعد قتال شديد وحاول محمود بيك الهرب فتمكن السيد نعمة الله الهمداني من القبض عليه في طاحونة هناك وسير مهانا إلى الأمير بايسنقر فقضى عليه .. وفي هذه الحرب قتل شاه علي پرناك أيضا (١).
٣ ـ وفي هذا الحين ظن خليل الصوفي أن قد خلا له الجو فزاد تجبره وعتوه وتجاوز حد المعقول وعبث بالأمراء وأقصى الأيدي التي كانت تدبر الملك وترى شؤونه ... ذلك ما دعا سليمان بيك بيجن التركماني والي ديار بكر آنئذ أن ينهض للقراع ويجرب طالعه لما رآه من التقتيل بأمراء آذربيجان واتفق مع سائر أمراء ديار بكر فجمع جيشا سار به نحو تبريز فعلم الصوفي بذلك وسار لمقاومة الثائر فاجتمع الفريقان في حدود وان.
ومن الغريب أن القوم حينما تقاربوا من بعضهم وكانوا على أبواب الحرب مال دفعة واحدة كل من كان يضمر الخلاف للصوفي من أمراء آذربيجان (أمراء البايندرية) وألقوا القبض على بايسنقر ميرزا وجاؤوا به طوعا أو كرها إلى سليمان بيك بيجن فاحتفظ به واشتبك جيش سليمان بيك في القتال مع خليل الصوفي فانكسر جيش الصوفي وقتل هو أيضا مع جمع من الموصلية. وفي جامع الدول غدروا به عند اشتباك القتال
__________________
(١) حبيب السير ومنتخب التواريخ وجامع الدول.