الفاضل المولى البدليسي العجمي ثم الرومي الحنفي كان موقعا لديوان أمراء العجم (البايندرية) ولما حدثت فتنة ابن أردويل (شاه إسماعيل الأردبيلي) ارتحل إلى الروم فأكرمه السلطان أبو يزيد (بايزيد) غاية الإكرام وعين له مشاهرة في مسانهة وعاش في كنف جماعته عيشة راضية وأمره أن ينشي تواريخ آل عثمان بالفارسية فصنفها وكان عديم النظير ، فاقد القرين بحيث أنسى الأقدمين ولم يبلغ إنشاءه أحد من المتأخرين وله قصائد بالعربية والفارسية تفوت الحصر ، وله رسائل عجيبة في مطالب متفرقة وبالجملة كان من نوادر الدهر ومفردات العصر توفي في أوائل سلطنة السلطانة سليمان خان رحمه الله ا ه (١).
وأما مجمعة النظم فإنها مما جمعه من نظم القاضي والوزير وفاء بحق الصحبة للموما إليهما وأولها :
چون أي حسن تو در آينه روح بديد |
|
أذكر لبت جان سخن را تجديد |
عيسى نفسان بياد لعلت جان بخشي |
|
وصاف جمان تو شده شيخ ومريد |
عندي نسخة مخطوطة من (مجمعة النظم) المذكورة وفيها بعض النقص على ما يظهر ... وفي الحقيقة هذا الديوان تاريخ حي ، ناطق بمقدرة القاضي والوزير ... ومقدمته تعين مكانتهما وليس فيها طمع أو أي أمل نحو الممدوحين فهي صفحة صادقة من لسان عارف بهما وصديق حميم لهما (٢) ... والظاهر من وصف تحفة الخطاطين ، وكتاب خط وخطاطان أن النسخة من مجمعة النظم بخطه وهي تعليق ونسخ معا وخطها جميل جدا وزمنها يقدر بزمنه.
__________________
(١) ورقة ٢٦ ـ ١.
(٢) نفس الديوان وقاموس الأعلام وحبيب السير ...