في شيراز كما أن والده كان أيضا حاكمها. وفي صفر سنة ٩٠٧ ألقي القبض عليهما وأرسلوا إلى الصطخر ، وبعدها نقلوا إلى أصفهان وهناك قتلوا في يوم السبت ١٠ صفر المذكور وقتل أيضا يار علي بيك البايندري وجاء أبو الفتح بيك البايندري إلى شيراز وكان حاكما في كرمان وكان يعقوب جان بيك قد اقطع فارسا في رمضان هذه السنة فوثب عليه صاحب كرمان أبو الفتح بيك ابن أخي حاجي بيك البايندري فهرب يعقوب جان (أخو أبيه سلطان) من شيراز فاستولى أبو الفتح على فارس ودخل شيراز وبقي حاكما مستقلا نحو ستة أشهر حتى سقط من قمة جبل من جبال فيروز آباد في الصيد فمات يوم الأحد ٨ شعبان هذه السنة.
والحاصل أن المملكة في أيام هذه الحكومة قد نالها الخراب والدمار وكثرت المجاعات فمات الكثير من الأهلين جوعا وبسبب الطواعين والأوبئة تفرق الباقون شذر مذر وتركوا أوطانهم ، ولا تزال الأوضاع في ارتباك ، والشاه إسماعيل الصفوي لم ينم عن هذه الأحوال وإنما كان يتطلع إليها ويترقب الفرصة استفادة من الوضع وانحلاله (١) ..
ومما قيل آنئذ في تصوير حالة الشرق :
إذا شئت أن تلقى دليلا إلى الهدى |
|
لتقفو آثار الهداية من كاف |
فخلّ بلاد الشرق عنك فإنها |
|
بلاد بلا دال وشرق بلا قاف (٢) |
شاه إسماعيل ـ ألوند بيك :
اغتنم الشاه إسماعيل فرصة الخلاف والضعف وتذبذب الحالة
__________________
(١) لب التواريخ وجامع الدول.
(٢) بدائع الزهور ج ٣ ص ١٦٩.