السلطنة وجهز للمرة الأخرى صوفي خليل بن محمود بيك وشاه علي فتحركوا على بايسنقر وأثاروا الحروب في أنحاء دركزين وفي هذه الحروب قتل كل من محمود بيك وشاه علي ولم تمض مدة حتى قام لمحاربة بايسنقر ابن عمه رستم بن مقصود بن حسن الطويل ونازعه السلطنة حتى تمكن من الاستيلاء على آذربيجان فجعلها منقادة له. ولذا اضطر بايسنقر إلى الفرار إلى حاكم شيروان وهو صهره. ولكن رستم لم يأمن من حركة بايسنقر هذه وحاذر من شاه شيروان أن يمد بايسنقر فأراد إشغاله فأطلق أولاد الشيخ حيدر من سجن اصطخر ليشوشوا عليه إلا أن ذلك قليل الجدوى ولم يفد هذا التدبير فإن بايسنقر تقدم إليه بجيوش جرارة فلم ير بدا من مقارعته. وفي أثناء الحرب معه قتل بايسنقر في ساحة القتال ونال رستم ما كان يأمله ومن ثم أكرم أولاد الشيخ حيدر وأرسلهم إلى أردبيل. وبهذه الصورة نال أبناء الشيخ حيدر لطفا من رستم (١).
وفي حدود سنة ٨٩٨ ه اختل الأمر وانقلب هذا الحب إلى بغضاء وجفاء فأرسلت الحكومة على الشيخ علي جندا فقضوا عليه فاضطر كل من ابنيه إبراهيم وإسماعيل أن يفرا إلى أنحاء كيلان بحالة يرثى لها ولم يستقرا إلا في بلدة لاهجان من مضافات كيلان فإنهما قد لاذا بحاكمها كاركيا ميرزا علي فآواهما واحتميا به.
وبعد سنة ضاق صدر إبراهيم من الإقامة في لاهجان فترك التاج الموروث من أبيه وسلمه إلى أخيه إسماعيل وغير لباسه وعمامته وترك أمه وأخاه وتجرد من الكل وعزم على السياحة إلى محل مجهول ولم يعلم ما آل إليه أمره وما وصل إليه حاله ولم يدوّن عنه شيء في كتب التاريخ (٢).
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٥٥ ـ ٢ ولب التواريخ.
(٢) كلشن خلفا ص ٥٤ ـ ٢.