ليمتازوا عن سائر الناس فكانت علامتهم لبس (التاج الأحمر) من الجوخ وفيه اثنا عشر لونا على عدد الأئمة الاثني عشر. ومن ثم سموا بين الناس بحمر الرؤوس (قزلباش) (١). فكان شعارهم الذي يعرفون به عند الترك وغيرهم.
وأثر ذلك توجه المريدون إلى دربند شيروان بقصد غزو بلاد الكرج ولكن حاكم شيروان وهو شيروان شاه مانعهم واشتبك في القتال معهم فلم يدعهم يدخلون بلاده ودام النزاع بينهما. وفي المنتهى تقاتلوا في أنحاء المنزل و (طبرستان) فسقط الشيخ حيدر قتيلا في المعمعة. ومن نجا من مريديه بايع ولده الشيخ عليا في أردبيل وصاروا يحرضونه على الانتقام وأخذ الثأر ...
أنهي هذا الخبر من جانب ميرانشاه إلى السلطان يعقوب فأوجس خيفة وصار في ريب من أمر هؤلاء ورأى أن رفع غائلتهم أمر ضروري ولذا أمر سليمان بيك فقتل الشيخ عليا وجاء برأسه وأمر أيضا أن يقتل باقي أولاده إلا أن أخت حسن الطويل عارضت في ذلك ومنعت من إيصال الأذى بهم فاكتفى بحبسهم في اصطخر (وفي جامع السير في قهقهة) مع خديجة بيكم.
وبعد أن توفي السلطان يعقوب حدث نزاع على السلطنة بين ابنه بايسنقر ومسيح ميرزا وأن أتباع السلطان يعقوب انقسموا إلى قسمين كل فريق مال إلى واحد من المطالبين بالسلطنة. وفي هذه الحروب قتل مسيح واستقل بايسنقر بالسلطنة ، إلا أن محمود بيك بن أوغورلو محمد بن حسن الطويل من أتباع مسيح قد هرب إلى جهة بغداد وكان الحاكم فيها شاه علي باريك. وهذا قد اهتم في إجلاسه على سرير
__________________
(١) قزلباش لفظة تركية تعني أحمر الرأس.