كرسي السلطنة من طريق التصوف واستهواء الناس من ناحية الدين باتخاذ المريدين وتشكيل جيش منهم ... وليس هذا بالمستبعد ولا بالغريب في وقائع التاريخ وماضيهم الإرشادي هو أن بعض هؤلاء قد اشتهر بسلوكه المقبول ونال مكانة محترمة أعني به الشيخ صفي الدين الجد الأعلى كان درويشا صوفيا ، ملازما تكيته في أردبيل وقد تلقى الطريقة بوسائط عن الإمام الغزالي ولما توفي خلفه في إرشاده ابنه صدر الدين وبعده ابنه الشيخ علي في تلقين الطريقة وبوفاته جاءت النوبة إلى الشيخ إبراهيم فصار صاحب الإرشاد وخلفه في المشيخة ابنه الشيخ جنيد ... وهذا كثر مريدوه وذاع صيته وتزايدت شهرته في أنحاء إيران ... أيام السلطان جهان شاه من ملوك قرا قوينلو.
ولما علم الأمير جهان شاه أنهم قد توسعوا إلى هذا الحد أوجس منهم خيفة وحاذر أن يخرجوا عليه فأمر بطردهم من أردبيل سواء المرشد منهم والمسترشد ، فأجلاهم جميعا. فوردوا ديار بكر فرحب بهم حاكمها آنئذ (حسن الطويل) من آق قوينلو وتلقاهم بالإكرام الزائد على خلاف ما قام به الأمير جهان شاه ولم يكتف بذلك بل زوج أخته خديجة بيكم من الشيخ جنيد وابنته حليمة بيكم من الشيخ حيدر بن الشيخ جنيد فنالوا رعاية واعتبارا ...
إلا أنهم لم يطل أمد بقائهم كثيرا ، دعاهم حب الوطن فلم يطيقوا صبرا على الإقامة ، فعاد الشيخ جنيد إلى أطراف أردبيل ورحل إلى تلك الأنحاء. ولكنه لما كان صهرا لحسن الطويل علا مكانه وارتفعت منزلته وكبر جاهه ...
ومن حليمة بيكم هذه ولد الشاه إسماعيل بتاريخ (٨٩٠ ه) وقال في جامع السير ولد سنة ٨٩٢ ه وإن الشيخ جنيد أيضا توفي فقام الشيخ حيدر مقام والده. وهذا جعل مريديه صنفا خاصا ووضع لهم كسوة رأس