وقد مرّ ذكر الشيخ جنيد وأخلافه ، ومن هنا علمنا أن فكرة السلطنة تولدت من هذا التاريخ ومن النصوص التالية ما يتوضح أن الغلو حصل من الأتباع ، وكان الشاه إسماعيل لم يرض به ... وفي (تاريخ عاشق باشا زاده) (١) كلام لبعض رجاله مما يدل على الغلو فيه ... في حين أنه حارب الغلاة مثل المولى المشعشع وسنتعرض لترجمته في تاريخ وفاته ، ونعين ما قيل فيه ...
وكل ما نقوله هنا أن هذه الطريقة تصوفية في أصلها ، وتعدّ الأئمة الاثني عشر رجال طريقتها وأولهم الإمام علي عليه السلام. وأهلها يسمون ب (القزلباشية). وهؤلاء منتشرون في العراق وغيره ودخلهم الغلو ولا سبب له إلا دخول المبالغات في أشعار المدح للآل ، ثم انتشار شعر الغلاة فتمكنوا في الغلو ، وهم الآن بعيدون عن عقائد المسلمين وفروضها الدينية ، ودخلتهم فكرات غريبة من هؤلاء الغلاة. وقد فصلنا هذه الطريقة في رسالة على حدة تعين أوضاعها ومختلف تطوراتها.
الشاه إسماعيل :
وهذا أقام مدة في لاهجان وتربى هناك ، تلقن مذهب الشيعة وبالرغم من صغر سنه حول وجهته نحو أردبيل فكون جيشا من مريدي أبيه وجده هناك. وبقي في أردبيل وآذربيجان مدة ...
وفي حدود سنة ٩٠٥ ه جمع من العساكر ما كان يأمله وتوجه نحو شيروان فسقى حاكمها كأس المنون فانتقم للشيخ حيدر. وكان ألوند يحرق الأرم على الشاه إسماعيل ، وكان يخشى أن يبطش به فاستعد لحربه في صحراء نخجوان ، وفي هذه الأثناء علم الشاه إسماعيل بما دبر عليه فتوجه إلى تلك الناحية وعند اشتداد المعركة لوى ألوند عنان فرسه
__________________
(١) تاريخ عاشق باشا زاده ص ٢٦٦ وما يليها.