احتراما من حسن الطويل ، فأكرمهم وأعزهم ... وتصاهر معهم ، فنالوا مكانا أكبر .. وذلك للخلاف بين جهان شاه والسلطان حسن الطويل ، فأراد أن يستفيد من مريديه (١) ..
وكان الشيخ جنيد أيام وجوده في أنحاء حلب ـ على ما جاء في كنوز الذهب (٢) ـ يرمى بأنه شعشاعي المذهب (كذا. والصواب مشعشع) ، وأنه تارك للجماعة ، ونسبت إليه أشياء أخرى ... وقد سكن كلز (كلس) وبنى فيها مسجدا وحماما. وللناس فيه اعتقاد عظيم بسبب أبيه وجده ، ويأتمرون بأمره ولا يغفلون عن خدمته ، ويثابرون على لزوم بابه ، ويأتيه الناس من الروم والعجم وسائر البلاد ، ويأتيه الفتوح الكثير. ثم سكن جبل موسى عند أنطاكية هو وجماعته وبنى به مساكن من خشب. وفي الجملة كان على طريق الملوك لا على طريق القوم.
وإن ما نسب إليه دعا أن خرج إليه الناس إلى الجبل ، فاقتتلوا ، وأسفرت الوقعة عن قتلى من الفريقين ، فانسحب من الجبل إلى جهة بلاد العجم وأقام هناك ثم خرج على بعض ملوكها فقتل. (وأراد هنا (بالشعشاعي) محمد بن فلاح الذي ظهر بالجزائر) وقتل الناس وحملهم على الرفض وترك الجماعات ونكاح المحارم ويعرف بالشعشاع (٣).
__________________
(١) لب التواريخ ص ٢٣٨.
(٢) كنوز الذهب مخطوط منه نسخة في مكتبة أحمد تيمور باشا وجزء في مكتبة كامل الغزي وهو ذيل در الحبب تأليف الشيخ الإمام المحدث موفق الدين أبي ذر أحمد بن برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي الشافعي سبط ابن العجمي وتوفي سنة ٨٨٤ ه بحلب ويعد من معاصري الشيخ جنيد (راجع أعلام النبلاء).
(٣) أعلام النبلاء بتاريخ الشهباء ج ٣ ص ٥٦ والتفصيل هناك نقلا عن كنوز الذهب راجع وصفه في ج ١ ص ٢٦ وج ٣ ص ٩ وفيه بحث مهم عن نسيمي راجع ج ٣ ص ١٥.