اكتساح لكافة المعمورة فتراهم في جدال مع المجاورين وحروب لا تنقطع واستيلاء على ممالك وحصول على ظفر إثر ظفر وانتصارات متوالية .. ظن ذلك اعتمادا على قوته وشجاعة رجاله من جهة ، ومن جراء إذاعاته عن المذهب الجعفري وتعصبه له من أخرى ، فنكل تنكيلا مرّا بمن علم منه أنه مخالف له في العقيدة وتجاوز الحد ولم يدر أن الضعف المستولي على الإمارات. وسلوكها الشائن ، وملل الناس من الظلم وسوء الإدارة .. هو الذي سهل له مهمته وكاد يربح قضيته لو لا طيشه وظلمه ونكايته .. فاشتد الأمر وضاق الحال بالناس ، وذلك ما أوجد رد فعل فاستغل العثمانيون هذا الوضع بالانتصار لجماعة السنة وأساسا توغل المذهب الشيعي في الأناضول على يد من يسميه الترك (بشيطان قولي) أي عبد الشيطان والمعروف عند العجم (بشاه قولي) أي عبد الشاه روجه هناك بقسوة .. مما دعا أن يهتم القوم للأمر فيخلعوا سلطانهم السلطان بايزيد ويقيموا ابنه (ياوز سلطان سليم) فيتأهب لحرب الشاه بلا توان ولا تراخ وصار شغله الشاغل.
ذلك ما جعل الشاه أيضا يهتم للأمر ويجمع أطرافه ويتنصب لمقارعة السلطان والأمر كان دائرا بين أحدهما .. ولم نسمع في خلال هذه المدة سوى الفتوح أو التبدل في الأمراء ، أو قتل بعضهم ، واكتساح بعض الممالك إلا أن العراق كان هادئا ولم يستفد من هذا الانشغال وتناطح الحكومتين وتنازعهما السلطة فيما بينهما ..
وعلى كل في سنة ٩١٩ ه ولد للشاه ابن سمي (طهماسب) فأجريت له المراسم والاحتفالات فرحا بقدومه إلا أن تقدم العثمانيين للقراع وتقربهم للحدود مما نغص هذا الفرح ... وحينئذ جمع الشاه أطرافه ودعا قواده وجيوشه وبين هؤلاء والي العراق الملقب (خليفة الخلفاء) ومعه السيد محمد كمونة ... وهناك المفاداة وإظهار الإخلاص وصار الناس على أبواب الحرب ، وينتظرون الطلقة الأولى .. ولم تكن