الصفويون لنجاتهم من غوائل كبرى وخلاصهم من خطر عظيم .. وقد استولى على أكثر الممالك التي بيد الشاه إسماعيل كما أنه تولدت فيه فكرة الفتوحات في الممالك الشرقية الإسلامية وتوحيدها ... ولم يهم العراق إلا من ناحية الميل إليه والفرح بفتوحه وانتصاراته.
وكل ما يقال عنه أنه قاهر الشاه إسماعيل الذي قتل كثيرين من المسلمين مما دعا أن يقابل في قتل العجم وانتهاك حرمات الكثيرين منهم حتى أنه لم تسلم زوجته من الأسر لما حنق عليه المسلمون وفرحوا بمقابلته بالمثل ... وقد قال صاحب الشذرات عنه «إنه في أيامه ـ أيام السلطان سليم ـ ظهر إسماعيل شاه واستولى على سائر ملوك العجم وملك خراسان وآذربيجان وتبريز وبغداد وعراق العجم وقهر ملوكهم وقتل عساكرهم بحيث قتل ما يزيد على ألف ألف وكان عسكره يسجدون له ويأتمرون بأمره وكان يدعي الربوبية وقتل العلماء وأحرق كتبهم ومصاحفهم ونبش قبور المشائخ من أهل السنة وأخرج عظامهم وأحرقها ، وكان إذا قتل أميرا أباح زوجته وأمواله لشخص آخر فلما بلغ السلطان سليم ذلك تحركت همته لقتاله وعد ذلك من أفضل الجهاد فالتقى معه بقرب تبريز بعسكر جرار وكانت وقعة عظيمة فانهزم جيش شاه إسماعيل واستولى سليم على خيامه وسائر ما فيها وأعطى الرعية الأمان (١) ...» ا ه.
ومثله جاء في كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام وأنه استولى على تبريز وقال :
«أخذ ـ السلطان سليم ـ من أراد منها من الأفاضل المتميزين في الصنائع والفضائل والشعراء الأماثل وساقهم سركنا (جلاء) إلى اصطنبول
__________________
(١) الشذرات ص ١٤٤ ج ٨.