ولما طرق ذلك سمع الشاه طهماسب حرّق عليه الأرم وغضب غضبا شديدا وهاجت نخوته ... فتقدم بجيش عظيم سنة ٩٣٦ ه في تموزها فهاجم بغداد في مدة يسيرة خوفا من أن يصل إليه المدد من السلطان سليمان فعاجل في الأمر بقصد استخلاصها من ذي الفقار ...
قاومه ذو الفقار أشد المقاومة وأظهر من البسالة أكثر مما هو مشهور عنه فصرف كل مجهوداته للنضال وتمكن من صدّ الهجومات وقارع مقارعات عظيمة خارج البلد ولكن السيد محمد كمونة (١) كان يثبط العزائم ويخذل وكاد الشاه يرجع بالخيبة ، فلم يطق الحرب في أيام الحر ... لو لا أن الشاه أطمع إخوة ذي الفقار علي بك وأحمد بك مع آخرين نحو ١٧ فعزموا على قتل ذي الفقار وصاروا يترقبون الفرص للوقيعة به ...
ففي بعض الأيام رجع ذو الفقار إلى داره منهوك القوى بقصد أن يستريح فرمى سلاحه وعدته وأراد أن ينام للراحة من العناء وحينئذ هاجمه أخوه علي بك على حين غرة ومعه ثلة فبادروه بالضربات. ولما حاول مقابلتهم فاجأه أخوه الآخر أحمد بك فأخذ بتلابيبه فقضى عليه ...
صار لهذه الوقعة رنة سرور وفرح للشاه طهماسب إذ كان الحر اضجره ودعاه أن يرجع لو لا هذا الحادث الذي نال به بغيته من أسهل طريق وأكرم ذينك الأخوين على فعلتهما ومنح منشور الولاية (حكومة بغداد) إلى محمد خان تكلوا آل شرف الدين وبرات كركوك إلى صوفيي كلهر ، ولواء بندنيج إلى غازي خان ولواء الحلة إلى سيد بك ، ولواء واسط والجوازر إلى قانصوه بك ، ولواء الرماحية إلى صالح سلطان وصدرت البروات بذلك طبق مراسيمها.
__________________
(١) الظاهر ابن السيد محمد كمونة لأنه مر بنا أنه قتل في وقعة جالديران ...