أعانه بسبب هذا الحب والميل أكراد كلهر (١) فافتتح أكثر بلادهم وصار الكل ينقادون له ولا يقصرون في نصرته!
وإن عمه إبراهيم خان والي بغداد ترك أخاه أمير خان وأولاده وأنسباءه وأعوانه في بغداد وذهب هو إلى الشاه بنحو خمسة آلاف من رجاله ... والحاجة إلى مثله كانت شديدة جدا. ولما وصل إلى (ما هي دشت) أغار علاليه ذو الفقار خان بثلثمائة فارس تقريبا وهاجمه بمن معه على غرة فأورده حتفه كما أن أتباعه انقادوا إلى ذي الفقار. وبذلك نال قصده ، وخسر الشاه هذه القوة.
وعلى هذا توجه نحو بغداد وضرب خيامه في أطرافها ، فأقام بضعة أيام ثم عقد مصالحة فدخلها بتسليمها القياد له. فقضى على حاكمها وهو عمه أمير خان وعلى أولاده فاستقل بها ...
وكان فارسا مقداما كريما جوادا لا يدانيه أحد ، نال شهرة ذائعة وأحبه أكثر الناس وأذعن الكل له بالطاعة فشاع صيته وعلت مكانته في القاصي والداني فبسط بساط العدل والرأفة.
ومع هذا كله كان يشعر بضعف ويخشى صولة العجم عليه وهو في أوائل تأسيس الملك فأراد أن يركن إلى قوة تكفيه الغوائل وعون يعتمده من الطوارق فأول ما قام به أن حبب نفسه للأهلين من جهة تأمين العدل وإبداء اللطف والمكارم فعلقت به القلوب ، ومن أخرى ضرب النقود باسم السلطان سليمان القانوني وقرأ الخطبة له وشايعه وأبدى أنه من أتباعه وأرسل إليه سفيرا يعرض له ذلك دون أن يحصل أي نزاع يقتضي ذلك.
__________________
(١) هؤلاء لا يزالون في شمال لورستان ، مجاورون لهم وهم طوائف عظيمة وكبرى لا يقلون عن اللر كثرة ويعدون فرعا من فروع الكرد الأصلية.