حسن البواب تعتقد العدوية فيها أنها ذرية الشيخ عدي ، وتبالغ في إكرامهم حتى أنهم ليقدمون بناتهم إلى من قدم عليهم من ذرية الشيخ حسن فيخلو بهن ويقضي الوطر ويرى أبوها وأمها أن ذلك قربة من القرب التي يتقرب بها إلى الله تعالى.
فلما شنع ذلك من فعلهم انتدب لهم رجل من فقهاء العجم يتمذهب بمذهب الشافعي ـ رح ـ ويعرف بجلال الدين محمد بن عز الدين يوسف الحلواني ، ودعا لحربهم فاستجاب له الأمير عز الدين البختي صاحب جزيرة ابن عمر ، والأمير توكل الكردي صاحب شرانس (١) ، وجمعوا عليهم كثيرا من الأكراد السندية ، وأمدهم صاحب حصن كيفا (٢) بعسكر وأتاهم الأمير شمس الدين محمد الجردقيلي ، وساروا في جمع كثير إلى جبل هكار فقتلوا جماعات كثيرة من أتباع الشيخ عدي وصاروا في هذا الوقت يعرفون بين الأكراد ب (الصحبتية) ، وأسروا منهم خلائق حتى أتوا الشرالق (٣) وهي القرية التي فيها ضريح الشيخ عدي فهدموا القبة المبنية عليه ونبشوا قبره وأخرجوا عظامه فأحرقوها بحضرة من أسروه من (الصحبتية) وقالوا لهم «انظروا كيف حرقنا من ادعيتم فيه ، ولم يقدر أن يدفعنا» ، ثم عادوا بنهب كثير ، فاجتمعت الصحبتية بعد ذلك وأعادوا بناء القبة ، وأقاموا بها على عادتهم ، وصاروا عدوا لكل فقيه ، يقتلونه حيث قدروا عليه ، ولو شاء ربك ما فعلوه». ا ه.
هذا ما جاء في سير الملوك للمقريزي ونقله الصديق الفاضل
__________________
(١) وفي نسخة شرانيس.
(٢) قال مصطفى جواد : صاحب حصن كيفا الأيوبي إذ ذاك هو الملك العادل سليمان أبو المفاخر فخر الدين ابن الملك الكامل شهاب الدين غازي. توفي سنة ٨٢٧ ه.
(٣) وفي نسخة (الشرانق).