وفي آخر عمره وصل إلى عالم الغيب ، وأدركته الجذبة ، واتصلت به أنوارها فلم يعد يدرك نفسه بل غاب عنها مدة ، وتجرع شربة العشق ، فلم تسغها حوصلته فأفشى الأسرار الواجبة الكتم ، وأظهرها ... ذلك ما دعا أن يقول :
هجوم ايتسه محبة بحر آسا |
|
صيغارمي برداغه أمواج دريا (١) |
وهذا البيت من أبيات كانت قد دعت إلى قتله ... ويصطلح على هذا عند المشايخ ب (قرب الفرائض) ، وهو المقام الذي ينسى المرء فيه نفسه ، ويرى بعين معشوقه وتمثل في الخارج بقطرة تصل إلى البحر فتضمحل فيه ... ومن نظر إلى ظاهر ذلك رآه كفرا ولكن أرباب السرائر يعدونه إيمانا كاملا ، وأهل الظاهر يسمونه كفرا أو (مقام الكفر) أو القريب منه.
فإذا كانت هذه الجذبة كاذبة ـ والعياذ بالله ـ ولم يكن قد وصل المرء إليها ، بل قلد فيها ، وقالها بلا تحقيق فهو كافر ...
أي مقلد أهل تحقيقه ايرش تقليدي قو |
|
أهل تقليدك بلورسن أولماز إيمانيصحيح(٢) |
وقد نهاه أخوه (شاه خندان) ، وكان من المشفقين عليه ، ودعاه أن لا يفشي السر فأجابه :
درياي محيط جوشه كلدي |
|
كونيله مكان خروشه كلدي |
__________________
(١) إذا هاج بحر الحب أو العشق على المرء أو فاض فهل تسع أمواجه الكأس ...!؟ يريد. إذا امتلأ القلب فاض على اللسان.
(٢) أيها المقلد أمعن في طريق أهل التحقيق ، ودع نهج التقليد ألا تعلم أن إيمان أهل التقليد غير صحيح ...