أولئك ، فلم تقف أمورهم على حرب فيذهب البؤس بعدها .. تتكرر كل حين والناس في اضطراب وارتباك ... كل يوم فزع وتشوش ...! وإلا فالمؤرخون الآخرون يرون أوضاعه اعتيادية كأمراء زمانه ...
قال في أحسن التواريخ : «كان موصوفا بالعدل والإنصاف ، وبالكرم والرأفة وبمكارم الأخلاق ويمتاز بنعوت كثيرة ، وخصال عديدة ، وكان في كافة أوامره ونواهيه يراعي خوف الله ... والناس في هذه الحالة على دين ملوكهم ، سلكوا نهجه ... ودأبه الوقيعة بالظالمين ، ورعاية المظلومين ، وسعيه مصروف لتكثير الزراعة ، واستمالة الزراع ، وله خيرات ومبرات ، وانعامات على الجيش ، ديدنه تحسين حالة الموقوفات وقاعدته من عدل ملك ومن ظلم هلك. وله حروب كبيرة ...» ا ه.
وقال العيني : «كان من جملة التراكمة الرحالة في بلاد المشرق ، فترقت به الأحوال إلى أن ملك تبريز وبلادها ، وبغداد وماردين وغير ذلك ...» ا ه (١).
وله ترجمة في الضوء اللامع (٢) ولا نرى ضرورة لا ستنطاق مؤرخين عديدين ... وهذا يكفي للتعرف ، والمتضرر يتكلم بما مر من النقد والذم ، والمشاهد ينطق بما ذكر من المدح ... والكل صادق فيما بين ، والرجل قد ضر ونفع ، وقتل وأحيا ... أو جمع بين النقيضين ... وما جرى ما جرى إلا لأن القوات متوازنة بين الأمراء المعاصرين ولم يطفح كيل أحدهم ليتمكن ويعيش الأقوام براحة ... وبوفاته تفرق أولاده ، وانحلت المملكة ، وكاد يقضى عليها لو لا أن تداركها خلفه الأمير اسكندر ... والتفاوت في نعته بالظلم والقسوة ، والعدل والرأفة كبير. والكل متفق على أنه شجاع جواد ... ويعد من الأعاظم لو لا أن المجال ضيق ، والحكومات
__________________
(١) عقد الجمان.
(٢) الضوء اللامع ج ٦ ص ٢١٦.