يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) [سبإ : ٣] معناه لا يغيب عن علمه شيء. وفيه لغتان : عَزَبَ يَعْزُبُ ويَعْزِبُ إذا غاب. ورجلٌ عَزَبٌ لا أهل له. أبو عبيد عن الفرّاء : امرأة عَزَبَة : لا زوج لها. وقال الكسائي مثله. وقال ابن بُزُرْج ـ فيما قرأت له بخطّ أبي الهيثم ـ : رجلٌ عَزَبٌ ، ورجلان عَزَبان ، وقومٌ أعزابٌ ، وامرأةٌ عَزَبة ونسوةٌ عَزَبَاتٌ ونساءٌ عُزَّابٌ : لا أزواج لهنّ ، وإن كان معهنّ أولادهنّ. وقال النضر : قال المنتجِع : يقال امرأة عَزَبٌ بغير هاء. قال ولا تقل : امرأة عَزَبَة. وأنشد في صفة امرأة جعلها عَزَباً بغير هاء :
إذا العَزَبُ الهوجاء بالعطر نَافَحَتْ |
بَدَتْ شمس دَجْنٍ طلَّةً لم تَعَطّر |
أبو حاتم عن الأصمعي : رجلٌ عَزَبٌ ، ولم يَدْرِ كيف يقال للمرأة. قال أبو حاتم : ويقال للمرأة أيضاً عَزَبُ. وأنشد :
يا من يَدُلُ عَزَباً على عَزَبْ |
على ابنة الحُمَارِس الشيخ الأزَبْ |
قال : ولا يقال رجل أعزب. وأجاز غيره : رجل أعزب. ويقال : إنه لعَزَب لَزَب وإنها لعَزَبة لَزَبة. ويقال عَزَبَ يَعْزُبُ وتعزَّب بعد التأهّل. وقالوا : رجلٌ عَزَبٌ للذي يَعْزُب في الأرض. وقال الليث : المِعْزَابة : الذي طالت عُزُوبته ، حتى ما له في الأهل من حاجة. قال وليس في الصفات مِفعالة غير هذه الكلمة. قلت : قال الفرّاء : ما كان من مفعال كان مؤنَّثه بغير هاء ، لأنه انعدل عن النعوت انعدالاً أشدّ من انعدال صَبُور وشَكُور وما أشبههما ممّا لا يؤنَّث ، ولأنه شُبِّه بالمصادر ، لدخول الهاء فيه. يقال امرأة مِحْماق ومِذْكار ومِعْطار. قال : وقد قيل رجل مجذامة إذا كان قاطعاً للأمور جاء على غير قياس. وإنما زادوا فيه الهاء لأن العرب تُدخل الهاء في المذكَّر على جهتين : إحداهما المدح والأخرى الذمّ إذا بولغ في الوصف. قلت والمِعزبة دخلتها الهاء للمبالغة أيضاً. وهو عندي : الرجل الذي يُكْثِر النهوض في ماله العزِيبِ يتتبَّعُ مساقط الغيث وأُنُف الكلأ. وهو مدح بالغٌ على هذا المعنى. قال الليث : ويقال أعْزَبَ عن فلان حِلْمُه يَعْزُب عُزُوباً ، وأعزب الله حِلْمه أي أذهبه الله وأنشد :
وأعزبتَ حلمي بعد ما كان أعْزَبَا
قلت : جعل أعزب لازماً وواقعاً. ومثله أملق الرجل إذا أعدم ، وأملق مالَه الحوادثُ. وقال الليث : العَازِبُ من الكلأ : البعيدُ المُطْلِب. وأنشد : وعَازِبٍ نَوّر في خلائه قال : وأعزب القوم : أصابوا عازِباً من الكلأ. قلت : وعَزَبَ الرجل بإبله إذا رعاها بعيداً من الدار التي حلّ بها الحيُّ لا يأوي إليهم. وهو مِعْزَابٌ ومِعْزابَةٌ وكلّ منفرد عَزَبٌ. ومُعَزِّبَةُ الرجل : امرأة يأوي إليها فتقوم بإصلاح طعامه وحِفظ أداته. ويقال ما لفلانٍ مُعَزِّبَة تُقَعّدُه. وقال أبو سعيد الضرير : ليس لفلان امرأة تُعَزِّبه أي تُذْهِبُ عُزْبته بالنكاح ، مثل قولك : هي تمرِّضه أي تقوم عليه في مَرَضه. وفي «نوادر الأعراب» : فلان يعزّب فلاناً ويُرَبِّض فلاناً ويَرْبِضه : يكون له مثل الخازن. والعَزِيبُ :