الفصل التاسع والثلاثون
فى ذكر شرب النبى صلىاللهعليهوسلم من ماء زمزم
عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : أمر النبى صلىاللهعليهوسلم أصحابه أن يفيضوا به نهارا ، وأفاض فى نسائه ليلا ، فطاف بالبيت على ناقته ، ثم جاء زمزم ، فقال : ناولونى ، فنوّل دلوا ، فشرب منها ثم تمضمض ، فمجّ فى الدلو ، فأفرغ فى البئر ، ثم قال :لو لا أن تغلبوا عليها لنزعت معكم (١).
وفى رواية : لنزعت بيدى. رواه الطبرانى (٢).
وعن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال : رأيت النبى صلىاللهعليهوسلم نزع له دلو من زمزم فشرب منها قائما.
وعن ابن عباس ـ أيضا ـ قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى صفّة زمزم ، فأمر بدلو ، فنزعت له من البئر ، فوضعها على شفة البئر ، ثم وضع يده من تحت عراقى الدلو ، ثم قال : بسم الله ، ثم كرع فيها فأطال ، ثم أطال فرفع رأسه فقال : الحمد لله ، ثم عاد فقال : بسم الله ، ثم كرع فيها فأطال وهو دون الأول ، ثم رفع رأسه ، فقال : الحمد لله ، ثم كرع فيها ، فقال : بسم الله فأطال وهو دون الثانى ، ثم رفع رأسه فقال ، الحمد لله ، ثم قال صلىاللهعليهوسلم : علامة ما بيننا وبين المنافقين : أنهم لم يشربوا منها قط حتى يتضلعوا (٣).
__________________
(١) أخرجه : أحمد فى المسند ١ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، الترمذى ٤ / ١١٩ ، الأزرقى فى أخبار مكة ٢ / ٥٥.
«ونزعت معكم» أى : أخرجت الماء بالدلو من البئر.
(٢) أخرجه : أحمد فى المسند ١ / ٣٧٢.
(٣) مسلم بشرح النووى ١٣ / ١٩٨ ، الترمذى ٨ / ٧٥ ، أحمد ١ / ٣٧٢ ، ابن ماجه ٢ / ١٣٢ ، النسائى ٥ / ٢٣٧.