الفصل الثامن
فى ذكر جامع فضائل بيت المقدس
عن أبى أمامة ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنزل القرآن فى ثلاثة أمكنة : مكة ، والمدينة ، والشام ، قال الوليد : يعنى بيت المقدس.
وعن أبى الفتح سليم الرازى ـ رحمه الله ـ أنه قال فى قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ)(١). جاء فى التفسير أن النبى صلىاللهعليهوسلم ليلة أسرى به جمع له الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ فى بيت المقدس فأمهم وقيل له : سلهم ، فلم يشكل ولم يسأل.
وعن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «إن مكة بلد عظّمه الله تعالى وعظّم حرمته ؛ خلق مكة وحفها بالملائكة قبل أن يخلق شيئا من الأرض يومئذ كلها بألف عام ووصلها بالمدينة ، ووصل المدينة ببيت المقدس ، ثم خلق الأرض كلها بعده بألف عام خلقا واحدا» (٢).
وعن على بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ قال : كانت الأرض ماء فبعث الله تعالى ريحا فمسحت الماء ، فظهرت على الأرض زبدة فقسمها أربع قطع : خلق من قطعة مكة ، ومن الثانية المدينة ، ومن الثالثة بيت المقدس ، ومن الرابعة الكوفة.
وعن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنه ـ قال : إن لهذا الحرم لحرم فى السموات السبع بمقداره من الأرض ، وإن بيت المقدس [لمقدس] فى السموات السبع بمقداره فى الأرض (٣).
وعن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أربع مدائن فى
__________________
(١) سورة الزخرف : آية ٤٥.
(٢) فضل بيت المقدس للواسطى ١٨ ، الدر المنثور ١ / ١٢٤ ، وهو حديث واه منكر كما قال شهاب الدين المقدسى فى «مثير الغرام».
(٣) عزاه السيوطى فى الدر المنثور لابن أبى شيبة والواسطى ٥ / ٢٩٣.