الفصل الثالث والأربعون
فى ذكر كسوة الكعبة المعظمة المشرفة شرفها الله تعالى
يروى أن أول من كست الكعبة الديباج والحرير نتيلة بنت جناب أم العباس بن عبد المطلب ، وهى أول عربية كست الكعبة الحرير والديباج (١). ثم بعدها كساها النبى صلىاللهعليهوسلم والخلفاء الراشدون والسلاطين إلى يومنا هذا.
والكسوة منسوجة من حرير أسود وبطانتها من كتان أبيض وهى أربعة وأربعون شقة كل شقة على طول الكعبة سبعه وعشرون ذراعا ، منها عشر شقاق ما بين الركن الأسود والركن اليمانى ، واثنا عشر شقة ما بين الركن اليمانى والركن الغربى ويقال له : الركن الشامى ، وعشر شقاق ما بين الركن الغربى إلى الركن العراقى ويقال له : الشامى ـ أيضا ـ وهو جانب الحطيم ، واثنا عشر شقة ما بين الركن العراقى إلى الركن الأسود ، وهذا الجانب وجه الكعبة وفيه باب الكعبة.
وللكسوة طراز مدوّر بالكعبة ، من الطراز إلى الأرض مقدار عشرين ذراعا ، وعرض الطراز ذراع ونصف أو أكثر ، مكتوب فى الطراز على جانب وجه الكعبة بعد البسملة : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) إلى قوله : (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)(٢) صدق الله العظيم.
وبين الركن الأسود والركن اليمانى مكتوب بعد البسملة : (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ) إلى قوله : (وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(٣) صدق الله العظيم.
__________________
(١) عزاه فى الفتح إلى الدارقطنى فى المؤتلف ٣ / ٥٣٧. وكان العباس قد ضاع وهو صغير ، فنذرت «نتيلة» أن تكسو البيت الحرير إن وجدته ، فوجدته ، فكست البيت الحرير. (انظر : الإصابة : ٤٥١٠).
(٢) سورة آل عمران : آية ٩٦ ، ٩٧.
(٣) سورة المائدة : آية ٩٧.