الفصل الثانى فى ذكر أسامى المدينة (١) وفضل سكانها
اعلم أن لهذه البلدة الشريفة التى شرفها الله تعالى بالنبى الأمى صلىاللهعليهوسلم أسامى كثيرة وأعلاما منيرة ، وأن كثرة الأسامى تدل على شرف المسمى ؛ فمنها : المدينة ، وطيبة ، وطابة ، وطيّبة ، والمسكينة ، وجابرة ، والمجبورة ، والمرحومة ، والمحبة ، والمحبوبة ، والحبيبة ، والمحبّبة ، والقاصمة ، والهزراء. ومن أسمائها الدار أيضا.
عن كعب الأحبار قال : نجد فى كتاب الله الذى نزل على موسى عليهالسلام أن الله تعالى قال للمدينة : يا طيبة يا طابة يا مسكينة ، لا تقبلى الكنوز ، ارفعى أجاجيرك على أجاجير القرى (٢).
قيل : الإجّار : المسطح بلغة أهل الحجاز والشام ، والجمع : أجاجير.
وقال عبد العزيز بن محمد : بلغنى أن لها فى التوراة أربعين اسما.
وقد كره بعض العلماء تسميتها يثرب ؛ والدليل على قولهم أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «من سمّى المدينة يثرب فليستغفر الله ؛ هى طابة هى طابة» (٣).
وتسميتها فى القرآن يثرب ؛ حكاية عن قول من قالها من المنافقين والذين فى قلوبهم مرض (٤).
وحكى عن عيسى بن دينار : من سماها يثرب كتب عليه خطيئة.
__________________
(١) للمدينة النبوية أسماء كثيرة زادت عن مائة. انظر : سبل الهدى والرشاد ٣ / ٤١٤ ، والرحلة الحجازية للنابلسى (ص : ٣٣٦) وقد نظمها شعرا. ووفاء الوفاء ١ / ٨ ـ ٢٧ ، وإعلام الساجد (ص : ٢٣٢) ، وأخبار المدينة لابن النجار (ص : ١١) ، ومئير الغرام (ص : ٤٥١).
(٢) أخرجه الهيثمى فى مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٠ ، وعزاه للطبرانى فى الكبير.
(٣) أخرجه : أحمد فى مسنده ٤ / ٢٨٥ ، وأبو يعلى ٢ / ٢٩٠ ، ابن شبه فى أخبار المدينة ، والبخارى فى تاريخه ، وابن زبالة ، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٠ ، رجاله ثقات.
(٤) هداية السالك ١ / ١٠٨.