الفصل الثامن
فى ذكر فضائل الروضة والمنبر الشريفين
ثبت فى الصحيح أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة ، ومنبرى على حوضى» (١).
وروى : «ما بين حجرتى ومنبرى» ، وروى : «ما بين قبرى ومنبرى» (٢).
وفى تفسيره معنيان :
أحدهما : أنه يحصل روضة من رياض الجنة بالعبادة فيه كما قيل : «الجنة تحت ظلال السيوف».
الثانى : أن تلك البقعة قد ينقلها الله تعالى فتكون فى الجنة بعينها.
وقيل : يحتمل أن يراد أن العلم والقرآن يقتبسان من النبى صلىاللهعليهوسلم فى ذلك الموضع فسمى روضة ، وجاء فى الحديث : رياض الجنة حلق الذكر أهم من أن تكون قراءة القرآن والدعاء والتسبيح والتهليل وغير ذلك.
وقوله : ومنبرى على حوضى قالوا : معناه من لزم العبادة عند المنبر سقى من الحوض يوم القيامة ، وبعض العلماء حمله على الحقيقة.
وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «قواعد منبرى رواتب فى الجنة» (٣) يعنى : ثوابت فى الجنة.
__________________
(١) أخرجه : البخارى (١١٩٦ ، ١١٨٨) ، مسلم ٣ / ٤٦٩ ، أحمد ٢ / ٢٣٦ ، ٣٧٦ ، ٣ / ٤٥٤ ، الترمذى (٤١٧٢ ، ٤١٧٣) ، البيهقى فى السنن ٥ / ٢٤٧ ، عبد الرزاق (٥٢٤٣) ، الطبرانى فى الصغير ٢ / ١٢٢ ، البيهقى فى الدلائل ٢ / ٥٦٤ ، والشعب (٤١٤٦) ، وأبو نعيم فى الحلية ٣ / ٢٦ ، ٢٦٤ ، ٦ / ٣٤١ ، ٣٤٧.
(٢) أخرجه : البخارى ٢ / ٦١ (التهجد : فضل ما بين القبر والمنبر) ، أبو يعلى (١١٣) ، أحمد فى مسنده ٣ / ٦٤ ، البيهقى فى السنن ٥ / ٢٤٦ ، والشعب (٤١٦٣).
(٣) هداية السالك ١ / ١١٢.