وفى رواية : «فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره».
وعن ابن عباس رضى الله عنهما : أن امرأة شكت بشكوى فقالت : إن شفانى الله تعالى لأخرجن فلأصلين فى بيت المقدس ، فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج ، فجاءت إلى ميمونة زوج النبى صلىاللهعليهوسلم فأخبرتها بذلك ، فقالت ميمونة : اجلسى وكلى ما صنعت وصلى فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؛ فإنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :«صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة».
أخرجه مسلم (١).
وعن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدى فرجل تكتب له حسنة ورجل تحط عنه خطيئة حتى يرجع» (٢).
واعلم أن الفضل الثابت لمسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثابت أيضا لما زيد بعده صلىاللهعليهوسلم ، وكذلك ما زيد فى المسجد الحرام [له] حكم المزيد عليه فى زيادة الفضل.
وعن ابن عمر ـ رضى الله عنه ـ قال : زاد عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فى المسجد من جهة الشام ، قال : لو زدنا فيه حتى نبلغ الجبانة لكان مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وعن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو بنى هذا المسجد إلى صنعاء لكان مسجدى».
وروى غيره مرفوعا أنه قال : «هذا مسجدى ، وما زيد فيه فهو منه ، ولو بلغ صنعاء لكان مسجدى». كذا فى «الدرة الثمينة فى أخبار المدينة».
__________________
(١) أخرجه : مسلم ٩ / ١٦٧ ، أحمد ٦ / ٣٣٤ ، ابن أبى شيبة ٢ / ٣٧١ ، عبد الرزاق فى مصنفه ٥ / ١٢١. وفيه إبراهيم بن عبد الله بن معبد. هو : ابن العباس بن عبد المطلب : صدوق (التقريب ١ / ٣٨).
(٢) هذا ثابت من حديث أبى هريرة فى كل مسجد كما فى الحديث الذى أخرجه : البخارى ١ / ١٢٧ (الأذان : فضل الجماعة) ، مسلم ٢ / ١٢٨ ، ١٢٩.