الفصل الثامن والثلاثون
فى ذكر فضائل زمزم وأسمائها
روى الفاكهى عن أشياخ مكة أن لها أسماء كثيرة ، وقد ذكرنا أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى. وهى : زمزم ، وهزمة جبريل ، وسقيا الله إسماعيل ، وبركة ، وسيّدة ، ونافعة ، ومضمونة ، وعونة ، وبشرى ، وصافية ، وبرّة ، وعصمة ، وسالمة ، وميمونة ، ومباركة ، وكافية ، وعافية ، ومغذية ، وطاهرة ، وحرميّة ، ومروية ، ومؤنسة ، وطعام طعم ، وشفاء سقم (١).
وفى الحديث فى بداء شأنها : أن عبد المطلب أتى فى منامه ، وقيل له : احفر ظبية (٢).
وظبية بالظاء المعجمة والباء الموحدة ، سميت بها : تشبيها بالظبية الخريطة ؛ كذا قاله ابن الأثير.
وكانت تسمى فى الجاهلية : شباعة العيال ؛ لأن أهل العيال منهم كانوا يفدون لعيالهم فينيخون عليها ، فتكون صبوحا لهم (٣).
وقالت أم أيمن حاضنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما شكى محمد جوعا قط ولا عطشا ، وكان يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم ، فربما عرضنا عليه الغداء فيقول : أنا شبعان (٤).
__________________
(١) أخبار مكة للفاكهى ٢ / ٦٧ ، ٦٨ ، شفاء الغرام ١ / ٢٥١ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٤ ، الأعلاق النفيسة لابن رسته (ص : ٤٤).
(٢) السيرة لابن هشام ١ / ١٤٣ ، مغازى ابن إسحاق (ص : ٢٤) ، دلائل النبوة للبيهقى ١ / ٩٣ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٢١٨ ، كنز العمال ١٤ / ١٢٣ ، أخبار مكة للفاكهى ٢ / ٤٤ ، أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٤٤.
(٣) صحيح مسلم ٧ / ١٥٤ ، وأصله فى البخارى ٥ / ٤٧ مختصرا.
(٤) هداية السالك ١ / ٨٠.