الفصل الرابع والخمسون
فى ذكر ما جاء فى بناء المسجد الحرام ومن بناه أولا (١)
قال أبو الوليد الأزرقى والإمام أقضى القضاة الماوردى البصرى فى كتابه «الأحكام السلطانية» وغيرهما من الأئمة المعتبرين ـ وفى كلام بعضهم زيادة على كلام بعض ـ : أما المسجد الحرام فكان فناء حول الكعبة وفضاء للطائفين (٢) ، ولم يكن له على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبى بكر ـ رضى الله عنه ـ جدار يحيط به وإنما كانت الدور محدقة به ، وبين الدور أبواب يدخل الناس منها من كل ناحية.
فلما استخلف عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ وكثر الناس وسع المسجد واشترى دورا فهدمها وأدخلها فيه ، ثم أحاط عليه جدارا قصيرا دون القامة ، وكانت المصابيح توضع عليه ، وكان عمر ـ رضى الله عنه ـ أول من اتخذ الجدار للمسجد الحرام (٣).
ثم لما استخلف عثمان ـ رضى الله عنه ـ ابتاع المنازل ووسع الحرم بها أيضا وبنى المسجد والأروقة ، فكان عثمان أول من اتخذ للمسجد الأروقة (٤).
ثم إن ابن الزّبير ـ رضى الله عنه ـ زاد فى المسجد زيادة كثيرة واشترى دورا وأدخلها فيه (٥).
__________________
(١) انظر : أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٢ وما بعدها ، والروض الأنف ١ / ٢٢١ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢ : ١٢٤ ، أخبار مكة للفاكهى ٥ / ، مروج الذهب ٢ / ٤٧ ، الأحكام السلطانية (ص : ١٦٠).
(٢) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٢.
(٣) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٦٩ ، تاريخ الطبرى ٤ / ٢٠٦ ، إتحاف الورى ٢ / ٨ ، شفاء الغرام ١ / ٢٢٤. الكامل ٢ / ٢٢٧ ، وكانت هذه الزيادة سنة (١٧ ه).
(٤) أخبار مكة للفاكهى ٢ / ١٥٨ ، تاريخ الطبرى ٥ / ٤٧ ، إتحاف الورى ٢ / ١٩ ، شفاء الغرام ١ / ٢٤ ، الكامل ٣ / ٣٦.
(٥) الروض الأنف ١ / ٢٢١ ، الكامل ٤ / ٢٠٧ ، العبر / وفيات سنة ٧٣ ه ، أخبار مكة للأزرقى ١ / ٢٠٥ ، أخبار مكة للفاكهى ٢ / ١٥٩ ، شفاء الغرام ١ / ١٥٦.