الفصل العشرون
فى ذكر شرفها على ما سواها من بقاع الأرض
عن عبد الله بن عدى أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو واقف على الحزورة (١) يقول لمكة : «والله إنى لأعلم أنك خير أرض الله ، وأحب أرض الله ، ولو لا أنى أخرجت منك ما خرجت» (٢).
وعن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمكة : «ما أطيبك من بلد ، وأحبك إلىّ ، ولو لا أن قومى أخرجونى منك ما سكنت غيرك» (٣).
وعن عبد الرحمن بن سابط قال : لما أراد النبى صلىاللهعليهوسلم أن ينطلق إلى المدينة استلم الحجر وقام وسط المسجد والتفت إلى البيت وقال : «إنى لأعلم ما وضع الله ـ عزّ وجلّ ـ فى الأرض بيتا أحب إلى الله منك ، وما فى الأرض بلد أحب إلىّ منك ، وما خرجت عنك رغبة ، ولكن الذين كفروا أخرجونى ، ثم نادى : يا بنى عبد مناف لا يحل لعبد منع عبدا صلى فى هذا المسجد أية ساعة شاء من ليل أو نهار» (٤).
وعن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما أخرج من مكة : «أما والله إنى لأخرج منك وإنى لأعلم أنك أحب البلاد إلى الله تعالى وأكرمها على الله تعالى ، ولو لا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ، يا بنى عبد مناف ، إن كنتم ولاة هذا
__________________
(١) الحزورة : سوق مكة آنذاك ، ودخلت فى المسجد لما زيد فيه.
(٢) أخرجه : ابن ماجه (٣١٠٨) ، الترمذى (٣٩٢٥) ، أحمد فى المسند ٤ / ٣٠٥) ، ابن حبان (٣٧٠٨) ، الحاكم فى المستدرك ٣ / ٤٣١ ، عبد الرزاق فى مصنفه (٨٨٦٨).
(٣) أخرجه : الترمذى (المناقب : باب فضل مكة) ٥ / ٧٢٣ ، والحاكم فى المستدرك ١ / ٤٨٦ وصححه ووافقه الذهبى.
(٤) أخرجه : الترمذى (المناقب ـ باب فضل مكة) ٥ / ٧٢٢ ، وقال : حديث غريب صحيح ، وابن حبان فى موارد الظمآن (ص : ٢٥٣) ، وابن ماجه (٣١٠٨) ، وأحمد فى المسند ٤ / ٣٠٥ ، وهداية السالك ١ / ٤٥.