وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «منبرى على ترعة من ترع الجنة» (١). والترعة فى اللغة : الباب ، وقيل : الترعة : الروضة على مكان مرتفع. وقيل : الترعة : العتبة.
ونقل ابن الزّبير ، عن نعيم بن عبد الله ، عن أبيه ، أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول وهو على منبره : «إن قدمىّ الآن على ترعة من ترع الجنة» (٢).
وروى أبو داود من حديث جابر أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يحلف أحد عند منبرى هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار ، ووجبت له النار».
فى ذكر ذرع ما بين الروضة الشريفة
ومصلّى النبى صلىاللهعليهوسلم والقبر المقدس المطهر
نقل ابن زبالة أن ذرع ما بين المنبر ومصلى النبى صلىاللهعليهوسلم الذى كان يصلى فيه إلى أن توفى أربعة عشر ذراعا. ويقال : وشبر. وأن ذرع ما بين القبر المقدس والمنبر الشريف ثلاث وخمسون ذراعا ، والآن خمسون ذراعا إلا ثلثى ذراع ولعل نقصه عن النقول بسبب ما دخل فى حائز عمر بن عبد العزيز على الحجرة (٣).
وينبغى اعتقاد كون الروضة الشريفة بما هو معروف الآن بل تتسع إلى جدّ بيوته صلىاللهعليهوسلم من ناحية الشام ، وهو كان آخر المسجد فى زمانه ؛ فيكون كله روضة.
__________________
(١) أخرجه : أحمد فى مسنده ٢ / ٣٦٠ ، البيهقى فى السنن ٥ / ٢٤٧ ، النسائى فى الكبرى (٤٢٨٨) ، البغوى فى شرح السنة (٤٥٥) ، ابن سعد ١ / ١٠.
(٢) أخرجه : أحمد فى مسنده ٢ / ٤١٢.
(٣) هداية السالك ٣ / ١٤١٩ ، وفاء الوفا ٢ / ٣٩١.