وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله تعالى وكّل بالركن اليمانى سبعين ألف ملك قياما عليه فمن دعا عنده قالوا آمين آمين» (١).
وقال صلىاللهعليهوسلم : «الركن اليمانى باب من أبواب الجنة ، والركن الأسود من الجنة».
فإذا فرغ من طوافه : يصلى خلف المقام ركعتين وهما واجبتان عندنا إلا عند مالك وأحمد والشافعى فى قول سنتان ، ويشرب من ماء زمزم غفر له.
وجاء فى رواية أخرى : «من صلى خلف المقام ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ويحشر يوم القيامة من الآمنين» (٢).
فإذا أراد السعى عاد إلى الحجر الأسود فيستلمه ويقبله ، ثم يخرج من باب الصفا وهو فى محاذاة الضلع بين الركن اليمانى والحجر الأسود. وإن خرج من باب آخر جاز ؛ لأن المقصود هو الكون والمصير إلى الصفا. ويقدم رجله اليسرى على اليمنى فى الخروج ، فإذا خرج من ذلك الباب أو من غيره وانتهى إلى الصفا يصعد عليه ويستقبل القبلة حتى يشاهد الكعبة إن أمكنه ، وإلا فبقدر ما يمكنه ، ثم يكبر ويهلل ويثنى على الله تعالى ويصلى على النبى صلىاللهعليهوسلم ويسأل الله تعالى حاجته ، ويكون رافعا يديه وبطون كفيه نحو السماء من أول ما يكبر ويهلل ؛ لما روى : أن النبى صلىاللهعليهوسلم لما صعد على الصفا فعل هكذا (٣).
والدعاء عند أصحابنا فى ذلك وفى غيره غير مؤقت ؛ لأن التوقيت فى الدعاء يذهب برقة القلب ؛ بل يدعو بما شاء إلا أنه يكبر ويهلل ؛ فإن النبى صلىاللهعليهوسلم كبر وهلل ووحده ودعا (٤). إلا أنهم اختلفوا فى كيفية ذلك ، والأشهر أن يقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، ثلاثا ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى
__________________
(١) أخرجه : ابن ماجه (٢٩٥٧) ، بلفظ «سبعون ملكا» ، والديلمى فى الفردوس (٧٣٣٢) ، ابن عدى فى الكامل ٤ / ٢٧٥ ، الفاكهى فى أخبار مكة ١ /. وفيه إسماعيل بن عياش حوله كلام (الجامع فى الجرح والتعديل ص : ٣٧٦).
(٢) ذكره القاضى عياض فى الشفا ، وابن جماعة فى هداية السالك ١ / ٥٣.
(٣) انظر : أحمد ١ / ٢٨ ، البيهقى فى السنن ٥ / ٨٠ ، عبد الرزاق فى مصنفه ٥ / ٣٦ ، السنن للشافعى ٢ / ١٣٦ رقم ٤٩٢.
(٤) المراجع السابقة.