نقلاً عن نصر بن مزاحم ، وتعزى إلى الأخنس كما في الاشتقاق (١) (ص ١٤٨).
٦٣ ـ قال أبو عمر في الاستيعاب (٢) (١ / ٢٥١): لمّا قُتل عثمان وبايع الناس عليّا دخل عليه المغيرة بن شعبة ، فقال له : يا أمير المؤمنين إنّ لك عندي نصيحة ، قال : وما هي؟ قال : إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة ، والزبير بن العوام على البصرة ، وابعث معاوية بعهده على الشام حتى تلزمه طاعتك ، فاذا استقرّت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. قال عليّ : «أمّا طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما ، وأمّا معاوية فلا والله لا أراني [الله] (٣) مستعملاً له ولا مستعيناً به ما دام على حاله ، ولكنّي أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون ، فإن أبى حاكمته إلى الله» ، وانصرف عنه المغيرة مغضباً لمّا لم يقبل عنه نصيحته ، فلمّا كان الغداة أتاه ، فقال : يا أمير المؤمنين نظرت فيما قلت لك بالأمس وما جاوبتني به ، فرأيت أنّك وفّقت للخير وطلب الحقّ ، ثم خرج عنه فلقيه الحسن رضى الله عنه وهو خارج ، فقال لأبيه : «ما قال لك هذا الأعور؟» قال : «أتاني أمس بكذا وأتاني اليوم بكذا» قال : «نصح لك والله أمس ، وخدعك اليوم» ، فقال له عليّ : «إن أقررت معاوية على ما في يده كنت متّخذ المضلّين عضدا».
راجع ما أسلفناه في الجزء السادس (ص ١٤٢).
٦٤ ـ قال أبو عمر في الاستيعاب (٤) عند ترجمة حبيب بن مسلمة (١ / ١٢٣) : وروينا أنّ الحسن بن عليّ قال لحبيب بن مسلمة في بعض خرجاته بعد صفّين : «يا حبيب ربّ مسير لك في غير طاعة الله». فقال له حبيب : أمّا إلى أبيك فلا. فقال
__________________
(١) الاشتقاق : ص ٢٤١.
(٢) الاستيعاب : القسم الرابع / ١٤٤٧ رقم ٢٤٨٣.
(٣) الزيادة من المصدر.
(٤) الاستيعاب : القسم الأول / ٣٢١ رقم ٤٧٠.