قال : اتّسع بطن من لا يشبع ، ودعا عليه من لا يجمع (١). (٢)
٧٩ ـ سئل صعصعة بن صوحان عن معاوية ، قال : صانع الدنيا فاقتلدها ، وضيّع الآخرة فنبذها ، وكان صاحب من أطعمه وأخافه.
تاريخ ابن عساكر (٦ / ٤٢٤). (٣)
٨٠ ـ أخرج أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (٤) (٣ / ١٨) قال : أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، قال : حدّثنا عمر بن شبة ، قال : حدّثني أحمد بن معاوية ، عن الهيثم بن عدي ، قال : حجّ معاوية حجّتين في خلافته ، وكانت له ثلاثون بغلة يحجّ عليها نساؤه وجواريه ، قال : فحجّ في إحداهما فرأى شخصاً يصلّي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان ، فقال : من هذا؟ قالوا : شعبة بن غريض (٥) ، وكان من اليهود ، فأرسل إليه يدعوه فأتاه رسوله ، فقال : أجب أمير المؤمنين. قال : أو ليس قد مات أمير المؤمنين قبل؟ قال : فأجب معاوية.
فأتاه فلم يسلّم عليه بالخلافة ، فقال له معاوية : ما فعلت أرضك التي بتيماء (٦)؟ قال : يُكسى منها العاري ، ويردّ فضلها على الجار ، قال : أفتبيعها؟ قال : نعم. قال : بكم؟ قال : بستين ألف دينار ، ولولا خلّة أصابت الحيّ لم أبعها. قال : لقد أغليت.
__________________
(١) مروج الذهب : ٢ / ٧٩ [٣ / ٥٣] ، جمهرة الخطب : ١ / ٢٥٧ [١ / ٤٤٥ رقم ٣٤٢]. (المؤلف)
(٢) المراد بمن لا يجمع رسول الله ٦ ، والمعنى أنه لا يجمع الدنيا ، والعبارة تعريض بمعاوية ، حيث دعا عليه رسول الله ٦ بقوله : «لا أشبع الله بطنه».
(٣) تاريخ مدينة دمشق : ٢٤ / ٩٠ رقم ٢٨٨١ ، وفي تهذيب تاريخ دمشق : ٦ / ٤٢٦.
(٤) الأغاني : ٣ / ١٢٣.
(٥) كذا في الأغاني والصحيح كما ضبطه ابن حجر في الإصابة [٢ / ٤٣ رقم ٣٢٤٥] : سعنة ، بالمهملة والنون. ويقال بالمثنّاة التحتانية وعريض بالمهملة أيضاً. (المؤلف)
(٦) تيما : محلّ بين الحجاز والشام [معجم البلدان : ٢ / ٦٧]. (المؤلف)