الإمامة والسياسة (١ / ١٤٢ ـ ١٤٤) ، جمهرة الخطب (٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٦) (١).
قال الأميني : لم يذكر في هذا اللفظ ما تكلّم به عبد الرحمن ، ذكره ابن حجر في الإصابة (٢ / ٤٠٨) قال : خطب معاوية فدعا الناس إلى بيعة يزيد ، فكلّمه الحسين بن عليّ ، وابن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال له عبد الرحمن : أهرقليّة كلّما مات قيصر كان قيصر مكانه؟ لا نفعل والله أبداً.
صورة أخرى :
من محاورة الرحلة الأُولى :
قدم معاوية المدينة حاجّا (٢) ، فلمّا أن دنا من المدينة خرج إليه الناس يتلقّونه ما بين راكب وماش ، وخرج الناس والصبيان ، فلقيه النساء على حال طاقتهم وما تسارعوا به في الفوت والقرب ، فَلانَ لمن كافحه ، وفاوض العامّة بمحادثته ، وتألّفهم جهده مقاربة ومصانعة ليستميلهم إلى ما دخل فيه الناس ، حتى قال في بعض ما يجتلبهم به : يا أهل المدينة ما زلت أطوي الحزن من وعثاء السفر بالحبّ لمطالعتكم حتى انطوى البعيد ، ولان الخشن ، وحقّ لجار رسول الله أن يُتاق إليه. فردّ عليه القوم : بنفسك ودارك ومهاجرك أما إنّ لك منهم كإشفاق الحميم البرّ والحفيّ.
حتى إذا كان بالجرف لقيه الحسين بن عليّ وعبد الله بن عبّاس ، فقال معاوية : مرحباً بابن بنت رسول الله ، وابن صنو أبيه. ثم انحرف إلى الناس فقال : هذان شيخا بني عبد مناف. وأقبل عليهما بوجهه وحديثه ، فرحّب وقرّب ، وجعل يواجه هذا مرّة ، ويضاحك هذا أخرى. حتى ورد المدينة ، فلمّا خالطها لقيته المشاة ، والنساء ، والصبيان ، يسلّمون عليه ويسايرونه إلى أن نزل ، فانصرفا عنه ، فمال الحسين إلى
__________________
(١) الإمامة والسياسة : ١ / ١٤٨ ـ ١٥٠ ، جمهرة خطب العرب : ٢ / ٢٤٦ ـ ٢٤٨.
(٢) من المتسالم عليه أنّ معاوية حجّ في سنة خمسين. (المؤلف)