أميرالمؤمنين عليهالسلام شيء أو عن ذرّيّته لدان به! لو لا أن الذاهب إلى هذا يريد التلبيس.
وليس في فقهاء الأمصار ـ سوى الشافعي ـ إلاَّ وقد شارك الشافعي في الطعن على أميرالمؤمنين عليهالسلام ، وتزييف كثير من قوله ، والردّ عليه في أحكامه ، حتى إنهم يصرِّحون بأن الذي يذكره أميرالمؤمنين عليهالسلام في الأحكام معتبر ، فإن أسنده إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قبلوه منه على ظاهر العدالة ، كما يقبلون من أبي موسى الأشعري وأبي هريرة والمغيرة بن شعبة ما يسندونه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل كما يقبلون من حمَّال في السوق على ظاهر العدالة ما يرويه مسنداً إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فأمَّا ما قال أميرالمؤمنين عليهالسلام من غير إسناد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان موقوفاً على سيرهم ونظرهم واجتهادهم ، فإن وضح لهم صوابه فيه قالوا به من حيث النظر ، لا من حيث حكمه به وقوله ، وإن عثروا على خطأ فيه اجتنبوه وردّوه عليه وعلى من اتّبعه فيه ، فزعموا أن آراءهم هي المعيار على قوله عليهالسلام ، وهذا مالا يذهب إليه من وجد في صدره جزأً من مودّته عليهالسلام ، وحقّه الواجب له ، وتعظيمه الذي فرضه الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل لا يذهب إلى هذا القول إلاَّ من ردَّ على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار (١).
__________________
١ ـ روى الخطيب البغدادي عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً ، وقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : علي مع الحق والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة. ( تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : ١٤ / ٣٢٢ ، رقم : ٧٦٤٣ ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ٤٤٩ ).
وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : علي مع الحق والحق معه.