وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها (١) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي أقضاكم (٢) ، وقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يده على صدري وقال : اللهم اهد قلبه ، وثبِّت لسانه ، فما شككت في قضاء بين اثنين (٣).
فلمَّا ورد عليه هذا الكلام تحيَّر ، وقال : هذه شناعات على الفقهاء ، والقوم لهم حجج على ما حكيت عنهم.
فقال له بعض الحاضرين : نحن نبرأ إلى الله من هذا المقال وكل دائن به.
وقال له آخر : إن كان مع القوم حجج على ما حكاه الشيخ فهي حجج على إبطال ما ادّعيت أولا من ضدّ هذه الحكاية ، ونحن نعيذك بالله أن تذهب إلى هذا القول! فإن كل شيء تظنّه حجّة عليه فهو كالحجّة في إبطال نبوة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسكت مستحيياً ممّا جرى ، وتفرَّق الجمع (٤).
__________________
( مناقب أميرالمؤمنين عليهالسلام ، الكوفي : ١ / ٤٢٢ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٧ / ٢٣٥ ).
وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢ / ٢٩٧ ، عن تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ـ وقد أيَّدهم ـ قالوا جميعاً : قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال : علي مع الحق ، والحق مع علي ، يدور حيثما دار.
وجاء في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري : ١ / ٩٨ ، قال : وأتى محمّد ابن أبي بكر ، فدخل على أخته عائشة ، قال لها : أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : علي مع الحق ، والحق مع علي؟ ثمَّ خرجت تقاتلينه بدم عثمان ... إلخ.
وروى ابن عساكر في تأريخ مدينة دمشق : ٤٢ / ٤٤٩ ، بالإسناد عن أم سلمة قالت : والله إن علياً على الحق قبل اليوم وبعد اليوم ، عهداً معهوداً وقضاء مقضياً وراجع ـ أيضاً ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٨ / ٧٢ ، ينابيع المودة لذوي القربى ، القندوزي : ١ / ١٧٣.
١ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٢ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٣ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٤ ـ الفصول المختارة ، المفيد : ١٣٢ ـ ١٣٥ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ١٠ / ٤٤٣ ـ ٤٤٥ ح ١٥.