إليه الصدوق عظمه ورحبه وناظر معه. أولها : ( قال الملك : أيها الشيخ العالم اختلف الحاضرون في القوم الذين يطعن عليهم الشيعة ، قال بعض : يجب الطعن عليهم ، وقال آخرون : لا يجب ، ولا يجوز فما عندك .. ). وذكر في مجالس المؤمنين ترجمة هذه المناظرة ، وهي في خزانة ( الصدر ) و ( الرضوية ) (١).
__________________
١ ـ جاء في كتاب الهداية للشيخ الصدوق عليه الرحمة : ص ١٣٢ ، في المقدمة في ترجمة الشيخ الصدوق عليه الرحمة وأثره في التشيع : جاء في كتب التأريخ إن بعض حكام بني بويه كانوا يقيمون مجالس المناظرة والاحتجاج بين علماء الأديان والمذاهب ، ويتطرقون إلى بحث المسائل الأساسية التي أدت إلى اختلاف المسلمين وفرقتهم ، وتأييد من يظهر على غيره بالدليل العقلي والنقلي ، وتأييد من يكون الحق إلى جانبه ، فعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى مناظرات متعددة كانت للشيخ الصدوق رحمهالله في مجلس ركن الدولة وغلبته على الآخرين باستدلاله العقلي والنقلي وما حظي به من ثناء من قبل ركن الدولة.
وقال في ص ١٣٩ : وقد جمع الشيخ جعفر الدوريستي مناظرات الشيخ الصدوق رحمهالله في كتاب على حده ، وذكر النجاشي من جملة كتب الشيخ الصدوق رحمهالله : ذكر المجلس الذي جرى له بين يدي ركن الدولة ، ذكر مجلس آخر ، ذكر مجلس ثالث ، ذكر مجلس رابع ، ذكر مجلس خامس.
وورد في مقدمة كتاب معاني الأخبار بشأن محاوراته عليه الرحمة ورد شبهات المخالفين ما يلي : له مباحثات ضافية وجوابات شافية في مناصرة المذهب الحق ، ومناجزة الباطل ، منها ما وقع بحضرة الملك ركن الدولة البويهي الديلمي.
وورد في مقدمة كتاب كمال الدين : .. وعمدة الكلام في تلك المجالس إثبات مذهب الإمامية ولا سيما مسألة الغيبة .. ولو لا مجاهداته ومباحثاته في الري في مجالس عدة عند ركن الدولة البويهي مع المخالفين ، وفي نيشابور مع أكثر المختلفين إليه ، وفي بغداد مع غير واحد من المنكرين لكاد أن ينفصم حبل الإمامية والاعتقاد بالحجة ، ويمحى أثرهم ويؤول أمرهم إلى التلاشي والخفوت والاضمحلال والسقوط ويفضي إلى الدمار والبوار ، وهذه كتب الحديث والتأريخ تقص علينا ضخامة الأعمال التي نهض بأعبائها هذا المجاهد المناضل ، وزمرة كبيرة من رجل العلم ، وقيام هؤلاء في تدعيم الحق وتنوير الأفكار ، ودرء شبهات المخالفين وسفاسفهم الممقوتة ، ونجاة الفرقة المحقة عن خطر الزوال ، ومتعسة السقوط ، فجزاهم الله عن الإسلام خير جزاء العلماء المجاهدين.