فقالوا : فلم ذا؟
قال : إنّا قد جرَّبناكم وشاهدنا أمثال ذلك منكم مراراً.
فقالوا : فكيف ذا؟
فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد جعل ابن عمِّه ووصيَّه وأميرالمؤمنين وسيِّد الوصيين إماماً وخليفة بأمر مؤكَّد من الله تعالى ، وكان ذلك بعد حجّة الوداع في مكان يسمَّى بخم ، وكان ذلك في محضر سبعين ألف رجل حاج في تلك السنة ، وقد وصل ذلك إليكم بطرق متكاثرة متظافرة خارجة عن الحدّ والإحصاء ، مذكورة في كتبكم ، فلمَّا رأيتمونا أنَّا لا نفعل ـ خوفاً وتقيَّة منكم ـ يوم الغدير ، الذي هو أعظم الأعياد سلكتم جادّة الاعتساف ، وخالفتم أمر الله تعالى ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنكرتم قضيَّة الغدير من أصلها (١).
__________________
١ ـ وفي يوم الغدير يقول الكميت :
وَيَوْمَ
الدَّوْحِ دَوْحِ غَدِيرِ خُمٍّ |
|
أَبَانَ لَهُ
الْوِلاَيَةَ لَوْ أُطِيْعَا |
ولكنَّ الرِّجالَ
تَبَايعوها |
|
فكم لك مثلُها
خَطباً منيعا |
وَلَمْ أر مِثْلَ
ذاك اليومِ يوماً |
|
وَلَمْ أَرَ
مِثْلَهُ حقّاً أُضيعا |
وروي أن ابن الكميت رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام ، فقال : أنشدني قصيدة أبيك! فلمَّا وصل إلى هذا بكى بكاء شديداً ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : صدق أبوك رحمة الله ، اي ـ والله ـ لم أر مثله حقّاً أضيعا.
الصراط المستقيم ، علي بن يونس العاملي : ١ / ٣١٠.
وفي كنز الفوائد للكراجكي : ١٥٤ قال هناد بن السري : رأيت أميرالمؤمنين عليهالسلام في المنام ، فقال لي : يا هناد! قلت : لبَّيك يا أميرالمؤمنين ، قال : أنشدني قول الكميت :
ويوم الدوح دوح
غدير خم |
|
أبان لنا الولاية
لو أطيعا |
ولكن الرجال
تبايعوها |
|
فلم أر مثلها
أمراً شنيعا |
قال : فأنشدته فقال : خذ إليك يا هناد ، فقلت : هات يا سيدي ، فقال :
ولم أر مثل ذاك
اليوم يوماً |
|
ولم أر مثله حقاً
أضيعا |