ونرى الأستاذ العقّاد قبل أشهر عديدة نشر كتاباً حول الشاعر ابن الرومي ، وهو من رجال القرن الثالث الهجري ، وله تراجم مسهبة في كتاب التاريخ والسير ، ولم يتحلَّ بشيء من الخصائص فوق خصائص الإنسان ، في حين أخذ العلماء والأساتذة عليه شطحات كثيرة ، ونشروا حولها مقالات مسهبة ; لعدم عرفانه بسيرة الرجل وسلوكه ، أو أخطائه في تحليل تاريخ حياته ، أو بعده عن دراسة نفسيَّته ، أو سوء تفهُّمه لفلسفة الرجل وشعره.
فمؤلِّف هذا مبلغه من العلم في الكتابة عن إنسان في شاكلته ، وهذه سعة اطّلاعه عمَّن انبرى مئات من الكتَّاب في الكتابة عنه ، كيف يتسنَّى له أن يعرف بفكره ونظره شخصيَّةً ممسوسة بذات الله ، وأن يكتب عن قطب رحى الحقِّ الذي يدور الحقُّ معه حيثما دار؟ وإن كنت أنت ـ أيُّها الأستاذ ـ قد اتّبعت في تأليفك طريقة العقّاد فأراني في غنى عن مطالعته ، وإن اتّبعت في كتابك سيرة السلف ، واعتمدت في بحثك على كتاب الله وسنّة نبيِّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فسأكون شاكراً لك لو سمحت لي بمطالعته.
__________________
ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ، ولكنّي مولى لأبي ذر ، فقالت : مرحباً ، فقصصت عليها قصتي ، فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عنّي عند زوال الشمس ، قالت : أحسنت ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : عليٌّ مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض. قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ، ثقة مأمون ولم يخرجاه.
وراجع المصادر التالية : المعجم الصغير ، الطبراني : ١ / ٢٥٥ ، المعجم الأوسط ، الطبراني : ٥ / ١٣٥ ، المناقب ، الموفَّق الخوارزمي : ١٧٦ ـ ١٧٧ ح ٢١٤ ، سبل الهدى والرشاد ، الصالحي الشامي : ١١ / ٢٩٧ ، ينابيع المودة لذوي القربى ، القندوزي : ١ / ٢٦٩ ، ح ٢ ، و ٢ / ٩٦ ح ٢٣٤ ، الجامع الصغير ، جلال الدين السيوطي : ٢ / ١٧٧ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١ / ٦٠٣ ح ٣٢٩١٢ ، فيض القدير ، المناوي : ٤ / ٤٧٠ رقم : ٥٥٩٤.