هذا وقد جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل بيته عليهمالسلام مرجعاً لنا في الدين كالقرآن ، لا يمكن التخلُّف عنهم ، وأهل البيت عليهمالسلام يقولون بوجوب مسح الرجلين في الوضوء ، فأنتم إذن حينما تتركون المسح وتغسلون أرجلكم تخالفون بذلك الكتاب الكريم ، وتخالفون سنَّة نبيِّه العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدم الرجوع إلى أهل بيته عليهمالسلام ، وبعد هذا كيف تقولون : إن منطلقنا هو الكتاب والسنَّة؟
ففهمت أن المناظر لم يستوعب ويفهم كلامي جيِّداً ، ولم يعطه حقَّه ، ولذا كرَّرت عليه المطلب بعبارة ثانية ، وقلت له : غداً يوم القيامة أحضر أنا للمحاكمة والحساب ، وكذلك تحضر أنت أيضاً ، فيقولون لي : يا مهدي! لماذا مسحت رجليك بدلا من الغسل في الوضوء؟ فأقول : يا رب! إن ظاهر القرآن الكريم هو المسح ، وقد رأيت الناس مختلفين فيه بين من يقول بالمسح ، وبين من يقول بالغسل ، فرجعت لآل محمَّد عليهمالسلام الذين جعلت ذكرهم في كل صلاة ، فوجدتهم يقولون بوجوب المسح ، ولهذا مسحت رجلي.
وأمَّا أنت إذا سئلت عن غسل الرجلين في الوضوء فبماذا تجيبهم؟ وأين دليلك في هذا الأمر العظيم الذي بيَّنه الله تعالى في كتابه؟
فسكت ولم يقل شيئاً ، ورأيت في وجهه الانكسار ، فخفَّفت عنه ، ثمَّ قلت له : نحن الشيعة قد اتُّهمنا بعدّة اتّهامات غير صحيحة ، منها الغلو في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ومنها أننا نقول بتحريف القرآن ، وهذا كلُّه غير صحيح ، وهو كلام باطل لا أساس له من الصحّة ، فلماذا ترمى أمّة مسلمة ويفترى عليها ، والحال أنها ترجع في عقائدها وأحكامها إلى آل محمَّد عليهمالسلام ، وهم علماء معروفون بالعلم والتقوى؟
فقال : من هم؟