ورواه أيضاً وكيع عن الأعمش بإسناده ، قال : كنت أرى أن باطن القدمين أحقُّ بالمسح من ظاهرهما ، حتى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمسح ظاهرهما (١).
وجاء بعد هذه الرواية تفسير المسح وتأويله ، قال وكيع : يعني الخفّين.
وهذا التفسير ـ كما ترى ـ ليس من راوي الحديث ، بل هو تفسير جاء به وكيع ، وليس عليه دليل ، إذ روي مثل هذه الرواية عن عبد خير عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ولا يوجد فيها هذا التفسير.
ثمَّ إن هذا التفسير غير صحيح ; لأن صدر الحديث يقول : كنت أرى أن باطن القدمين أحقُّ بالمسح ، وهذا لا ينسجم مع المسح على الخفّين ، ولا معنى له أصلا ، وإنما ينسجم مع المسح على نفس القدمين.
٣ ـ روى ابن أبي شيبة الكوفي ، عن الشعبي قال : نزل جبرائيل بالمسح على القدمين (٢).
٤ ـ وقال القرطبي : قال عامر الشعبي : نزل جبريل بالمسح ، ألا ترى أن التيمُّم يمسح فيه ما كان غسلا ، ويلغى ما كان مسحاً (٣).
٥ ـ ابن كثير : عن ابن أبي زياد ، قال : حدَّثنا يزيد ، أخبرنا إسماعيل ، قلت لعامر : إن ناساً يقولون : إن جبريل نزل بغسل الرجلين ، فقال : نزل جبريل بالمسح (٤).
__________________
١ ـ سنن أبي داود : ١ / ٤٤ ح ١٦٤.
٢ ـ المصنّف ، ابن أبي شيبة الكوفي : ١ / ٣٠ ح ٧ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ٩ / ٤٣٤ ح ٢٦٨٥١.
٣ ـ تفسير القرطبي : ٦ / ٩٢ ، تفسير ابن كثير : ٢ / ٢٧ ، الدر المنثور ، السيوطي : ٢ / ٢٦٢.
٤ ـ تفسير ابن كثير : ٢ / ٢٧.