٦ ـ وعن عاصم ، عن الشعبي قال : نزل القرآن بالمسح ، والسنَّة بالغسل (١).
وقد نسب مثل هذا القول أيضاً إلى أنس ، حيث نقل أنه قال : نزل القرآن بالمسح والسنّة بالغسل (٢) ، ولكن روي عنه ما ينافي هذا القول ، كما سوف يأتي قريباً ; فقد كان أنس يمسح قدميه ، وكان يقول : صدق الله وكذب الحجاج.
فقولهم : ( نزل القرآن بالمسح والسنَّة بالغسل ) ما هو إلاَّ جمع بين المتناقضين ، فالقرآن يوجب المسح ، والسنة تعيِّن الغسل ، فهل السنة تخالف القرآن؟ وأيُّ حكيم يتفوَّه بهذا؟ وكيف ينسب لسنَّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يخالف القرآن ويتعارض معه؟ وقد ورد أنه إذا جاء في الروايات ما يخالف القرآن فلا يعمل بها ، ولا تكون حجة.
٧ ـ وروي عن ابن عبّاس أنه قال : الوضوء غسلتان ومسحتان (٣).
٨ ـ قال ابن أبي حاتم : بالإسناد عن ابن عباس ( وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ) قال : هو المسح.
ثمَّ قال : وروي عن ابن عمر ، وعلقمة ، وأبي جعفر ـ محمّد بن علي عليهالسلام ـ ، والحسن في إحدى الروايات ، وجابر بن زيد ، ومجاهد في إحدى الروايات نحوه (٤).
٩ ـ السيوطي : أخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وابن ماجه ، عن ابن
__________________
١ ـ شرح معاني الآثار ، أحمد بن محمّد بن سلمة : ١ / ٤٠ ، الدرّ المنثور ، السيوطي : ٢ / ٢٦٢ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ٩ / ٤٣٤ ح ٢٦٨٥٢.
٢ ـ تفسير القرطبي : ٦ / ٩٢.
٣ ـ تفسير القرطبي : ٦ / ٩٢ ، تفسير ابن كثير : ٢ / ٢٧ ، الدرّ المنثور ، السيوطي : ٢ / ٢٦٢.
٤ ـ تفسير ابن كثير : ٢ / ٢٧ ، الدر المنثور ، السيوطي : ٢ / ٢٦٢.